في تطور مثير لقضية "حراك الريف"، التي عرّت عددا من الحقائق، وبعد المواجهة بين رئيس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة إلياس العماري ووزير الصحة الحسين الوردي وتبادل الاتهامات حول اتفاقية مستشفى السرطان، إلى جانب تبادل العماري الاتهام مع نبيل بنعبدالله ووزير حقوق الإنسان مصطفى الرميد، يُدشن الأمين العام لحزب"البام" معركة جديدة مع الوزير الأسبق محمد زيان الذي ظهر بقوة في ملف الريف إلى جانب قيامه بزيارة رفقة والدي متزعم الحراك ناصر الزفزافي لبيت رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران. هذا ووصف الأمين العام لحزب"الجرار"، تاريخ وزير حقوق الانسان الأسبق المحامي محمد زيان ب"المخجل والوزير الجلاد"، مذكرا إياه بمحاكمة نوبير الأموي، قائلا: "ألا تتذكر وأنت الذي كتبت تقريرا مفصلا حول متابعة المناضل نوبير الأموي، وقوف المحامين من الشمال إلى الجنوب يناصرون حقه في الحرية في مواجهة شخص خلع البذلة السوداء ليضع رداء الجلاد"، حسب تعبير العماري على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فايس بوك". وتابع العماري توضيح سياق حديث بقوله" إنه تلقى مكالمة من أحد الأصدقاء القدامى الذي قطع بي الاتصال لأزيد من 15 سنة، منذ اتهامي بالانبطاح بعد اقتناعي بجدوى المشاركة في المؤسسات. وعندما سمعت صوته قلت اللهم اجعل اتصاله خيرا، وتوجست أن يخبرني بخبر سيّء أو بمرض أو وفاة قريب أو صديق مشترك"، مضيفا: "بادرني بالتساؤل دون مقدمات: هل تتابع ما يكتب وينشر هذه الأيام؟ أجبته: حسب الوقت والامكانات.فقال: هل تتذكر حليفكم الجديد في جبهة المنبطحين، الوزير السابق؟ سألته: من يكون؟ أجابني: تذكر جيدا، ألم تكن أنت المسؤول الأول بالنيابة أواخر الثمانينات وبداية التسعينات داخل لجنة الخروقات الوطنية في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟ ألم تكتب وقتها تقريرا مفصلا حول طرد المناضل السرفاتي؟ فقلت، نعم أتذكر جيدا". وأضاف العماري: "ألا تتذكر أننا عندما كنا نسير في مظاهرات فاتح ماي أو مسيرات دعم الفلسطينيين، كنّا نتوقف أمام مكتب المحامي الوزير مرددين شعارات مدافعة عن مغربية ابراهام؟ ألا تتذكر وأنت الذي كتبت تقريرا مفصلا حول متابعة المناضل نوبير الأموي، وقوف المحامين من الشمال إلى الجنوب يناصرون حقه في الحرية في مواجهة شخص خلع البذلة السوداء ليضع رداء الجلاد؟"، حسب تعبير العماري. وأشار رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة إلى أنه،"طمأن محدثه: نعم أحتفظ بالنسخ إلى اليوم"، مضيفا: "وتساءل مستغربا: فكيف تسكت وهو المحسوب على صفكم اليوم؟ أيسمح لكم ضميركم بأن تسكتوا عمن نزع الجنسية على أحد أشرف المواطنين والمناضلين، ووقع على الزُّور إلى جانب صاحب القرار آنذاك ليشرد وينفي مواطنا مغربيا أحب الوطن؟ كيف تسكت على من وقف في وجه الحق الساطع كالشمس؟ كيف تغض الطرف عن المحامي الذي أصبح وزيرا نكاية في المغاربة؟ كيف تتركون له المجال لأن يتكلم ويظهر كأنه محرر الأمة ومنقذها من الظلم والاستبداد؟ كيف تقبل رفيقي القديم ومنبطح اليوم بالبقاء داخل نفس الجبهة التي يتواجد فيها أمثال هؤلاء؟". وأضاف الأمين العام لحزب"البام"، "أنا لا أطالبك بأن تطرد هذا الشخص، ولكن على الأقل عليك أن تقول له: اخجل واستح من نفسك وأنت تجاوزت السبعين، كي لا تدفع أبناءك وحفدتك للبحث في تاريخك المخجل، فتدفعهم كرها إلى الهروب خوفا ممن كنت سببا في جراحهم وقهرهم". وختم إلياس العماري تدوينته"أنقل لكم هذا الحوار الصباحي، وأنا لست لا ضد الشخص ولا معه"، في إشارة لمحمد الزيان"دون أن يذكره بالاسم، مردفا"لكن لا أخفيكم أن هذه المكالمة أيقظت في نفسي جزءا من الكثير الذي أحتفظ به لأكتبه في الوقت الذي سأكون فيه ممددا على الفراش في انتظار ساعة الرحيل".