اجتمعت شخصيات أكاديمية وسياسية ومن المجتمع المدني تنتمي للديانات السماوية الثلاث، اول أمس الخميس بالرباط، للاحتفاء بقيم التسامح والسلام، بمناسبة الذكرى ال56 لوفاة الملك محمد الخامس وحلول شهر رمضان الأبرك. ويعد هذا المنتدى للتسامح والسلام الذي نظم بمبادرة من المركز المتوسطي للسلام والحوار بين الحضارات وجمعية مولاي عبد السلام بن مشيش من أجل التنمية والتضامن، فرصة لاستحضار المجهودات التي بذلها محمد الخامس من أجل تحرير المغرب من ربقة الاستعمارين الفرنسي والاسباني. وقد زار المشاركون ضريح محمد الخامس من أجل الترحم على روح أب الأمة، قبل توقيع لوحة تحت عنوان "حمامة السلام والتسامح" والتي ستوجه لسفير مصر في المغرب، عربونا عن التضامن والتآزر مع مصر بعد الهجمات الارهابية الأخيرة التي استهدفت حافلة كانت تقل أقباطا لزيارة دير. وشكل تنظيم إفطار جماعي إحدى اللحظات القوية لهذا اليوم الذي يعد رمزا للصداقة والتقاسم والتسامح واحترام الآخر بغض النظر عن ديانته. وخلال هذا الاستقبال، تم تكريم عدد من قدماء المقاومين، والمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري تقديرا للخدمات المحمودة التي أسدوها لبلدهم. وقال رئيس المركز المتوسطي للسلام والحوار بين الحضارات، محمد عبيدو في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء "إن تنظيم هذا اللقاء يأتي بمناسبة ذكرى وفاة بطل الحرية والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس والذي ضحى بالعرش من أجل حرية المملكة وواجه الاستعمار وفاشية فيشي من خلال توفير الحماية للمواطنين أتباع الديانة اليهودية." وأضاف أن هذا الإفطار الجماعي "أفضل تعبير عن التسامح والاحترام الديني اللذين يميزان الشعب المغربي". ومن جهته أشار مصطفى الكثيري إلى أن هذا اللقاء يعكس قيم التسامح والحوار والانفتاح بين مختلف الحضارات والديانات والثقافات. ونوه بهذه المبادرة في هذا الشهر الفضيل وبلحظة التضامن هذه مع الشعب المصري الذي كان مواطنوه الأقباط ضحايا لأعمال إرهابية، مشيرا الى أنه لا صلة لهذه الاعمال البشعة بالإسلام، دين السلام والتسامح. واختتم هذا المنتدى بحفل قدمته جوق الموسيقى الأندلسية بالعرائش بقيادة الحاج أحمد الطود، وبمشاركة الفنان عبد السلام سفياني.