سيطر موضوع البريكسيت والأمن بعد اعتداء مانشستر الدامي على أول مناظرة تلفزيونية بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وزعيمة "حزب المحافظين"، ومنافسها جيريمي كوربن زعيم حزب "العمال" قبل أيام من الانتخابات التشريعية. كانت مسألة خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) محور أول مواجهة تلفزيونية بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي أكدت استعدادها لعدم توقيع اتفاق مع المفوضية الأوروبية، وزعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن المصمم على إيجاد حل، فيما تلقت ماي انتقادا حول "الخفض" المدمر في عدد أفراد الشرطة خلال توليها وزارة الداخلية لست سنوات. وقبل عشرة أيام من الانتخابات التشريعية، تلقى زعيما حزبي المحافظين والعمال أسئلة الجمهور ثم الصحفي جيريمي باكسمان على مرحلتين منفصلتين في المناظرة أمام ملايين المشاهدين. ورفضت ماي أي مناظرة مباشرة مع خصمها العمالي، بينما نجح أكبر حزب معارض في بريطانيا في الأسابيع الأخيرة في التعويض عن الفارق الكبير الذي كان يفصله عن المحافظين في استطلاعات الرأي قبل تعليق الحملة لأربعة أيام على إثر اعتداء مانشستر. +"خروج باتفاق أو دون اتفاق" وبينما أكد كوربن أنه سيعمل على "التوصل إلى اتفاق" مع الاتحاد الأوروبي قبل أن تخرج بريطانيا منه، قالت ماي إنها "مستعدة للانسحاب" بدون اتفاق. وأوضحت ماي إن "عدم إبرام اتفاق أفضل من التوصل إلى اتفاق سيئ" للمملكة المتحدة، ووعدت بأن تكون "حازمة قدر الإمكان" خلال المفاوضات التي ستبدأ بعد ايام من الانتخابات التشريعية المقررة في الثامن من يونيو. وتابعت "علينا أن نكون مستعدين للخروج"، مشيرة إلى أن البعض في أوروبا "يتحدثون عن معاقبتنا". من جهته، أكد خصمها البالغ من العمر 68 عاما أن "واقع" نتيجة الاستفتاء حول بريكسيت "يجب أن يحترم"، مؤكدا "سنعمل على أن يكون هناك اتفاق". +التحديات الأمنية محور رئيسي وشكل الأمن أيضا أحد المحاور الرئيسية لهذه المواجهة الاثنين بعد أسبوع على اعتداء مانشستر الذي أسفرعن سقوط 22 قتيلا وأدى إلى تعليق الحملة الانتخابية. وتعرضت ماي لانتقادات حادة بسبب اقتطاعات الميزانية التي فرضتها الحكومة المحافظة على الخدمات العامة منذ 2010. وسألت شرطية حول "الخفض" المدمر في عدد أفراد الشرطة خلال توليها وزارة الداخلية لست سنوات. لكن ماي ردت بالقول إنه على الحكومة التأكد من أن بريطانيا "تعيش بحدود إمكاناتها" نظرا "للوضع الاقتصادي الذي ورثناه". مضيفة أن ميزانيات قوات مكافحة الإرهاب والقوى الأمنية بشكل عام لم تمس. ولم ينج كوربن من الانتقادات حول الأمن. لكن الهجوم الأكبر تناول علاقته المثيرة للجدل مع "الجيش الجمهوري الإيرلندي" وخفض الاعتماد على الطاقة النووية وما إذا كان يفكر في إلغاء الملكية نظرا لطروحاته الجمهورية، إلا أنه قال إن "هذه القضية ليست مدرجة على جدول أعمال أحد، وليست على جدول أعمالي بالتأكيد. في الواقع أجريت حديثا لطيفا جدا مع الملكة". وبعد ذلك قام باكسمان، الصحفي المعروف بمقابلاته القاسية، بطرح أسئلته على ماي وكوربن. وكان في 1997 طرح السؤال نفسه 12 مرة متتالية على سياسي قابله. وحقق جيريمي كوربن نجاحا في هذه المقابلة حتى في نظر أحد أشد معارضيه، الزعيم السابق لحزب "يوكيب" الاستقلالي نايجل فاراج الذي قال إنه بدا "صادقا بالكامل" ولو أنه يخالفه الرأي.