صرحت وكالة تطبيق القانون الأوربية المعروفة باسم اليوروبول إن الهجمات الإلكترونية الضخمة التي جرت أمس " لم يسبق لها مثيل". وكانت تلك الهجمات قد استهدفت أجهزة كمبيوتر في مختلف أنحاء العالم باستخدام خلل برمجي يُعتقد أنه كان جزءا من أدوات مراقبة سرقت من وكالة الأمن القومي الأمريكي. وقالت وكالة أفاست المتخصصة في أمن الإنترنت إنها اطلعت على 75000 حالة من حالات استخدام برنامج "رانسوم وير" وهو برنامج كمبيوتر يمنع الأجهزة من العمل أو يمنعها من استرجاع معلومات حتى تدفع فدية معينة. وذكرت تقارير أن الهجمات طالت 99 بلدا ومن ضمنها روسياوالصين، إذ تعطلت أنشطة وزارة الداخلية الروسية والاتصالات الاسبانية وهيئة الصحة العامة في إنجلترا (NHS) واسكتلندا. وعلمت بي بي سي أن نحو 40 منظمة محلية تابعة لنظام هيئة الرعاية الصحية البريطانية وبعض العيادات تعرضت لهجمات بحيث اضطرت هذه المؤسسات الطبية إلى إلغاء عمليات جراحية . وقال عاملون في هذه المرافق الطبية إنهم شاهدوا برمجيات خبيثة "تنتشر مثل النار في الهشيم"، وأغلقت أجهزة الكمبيوتر "واحدا تلو الآخر". وتبادل العاملون في بريطانيا لقطات من الكمبيوترات المعطلة طالبت بدفع فدية بقيمة 300 دولار أي ماقيمته 230 جنيه إسترليني بعملة بيتكوين الافتراضية. كما تعرض عدد من الشركات الإسبانية الضخمة من قبيل تيليفونيكا وشركة الطاقة إبيردرولا وشركة غاز ناتورال لهجمات إلكترونية، وقيل للعاملين فيها أن يغلقوا أجهزتهم التي يعملون عليها. وبعث عاملون في مؤسسات أخرى تغريدات أظهرت صورا لآلة التذاكر المحلية المعطلة في ألمانيا ومختبر جامعي للكمبيوترات في إيطاليا. كما تضررت بسبب هذه الهجمات الإلكترونية شركة تيليكوم البرتغالية، وشركة فيديكس لنقل الرسائل. وذكرت تقارير أن روسيا كانت الأكثر عرضة لهذه الهجمات الإلكترونية، إذ تضررت وزارتا الداخلية والصحة، وشركة القطارات الروسية الحكومية، وثاني أكبر شركة للهواتف المحمولة بالإضافة لبنوك محلية روسية. وقالت وزارة الداخلية الروسية إن 1000 كمبيوتر تعطل، لكنها أضافت أن مسؤولي تكنولوجيا المعلومات تعاملوا مع الوضع بسرعة، كما أن المعلومات الحساسة التي تخزنها الوزارة لم تتضرر. ولم تعلق الصين رسميا بشأن تعرضها لأي هجمات إلكترونية محتملة، لكن التعليقات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي ذهبت إلى أن مختبرا جامعيا للكمبيوترات تضرر. كيف يعمل البرنامج الخبيث ومن يقف خلفه؟ يبدو أن البرنامج الخبيث يعتمد على فيروس ينتشر من تلقاء نفسه في أجهزة الكمبيوتر الموجودة في المكان. وتعتمد معظم البرامج الخبيثة على الإنسان بغية الانتشار من خلال الضغط على ملفات مرففة تحتوي على كلمة السر لبدء الهجوم الإلكتروني. لكن في المقابل عندما يتمكن البرنامج من التسلل إلى منظمة ما، فإنه يستهدف الكمبيوترات القابلة للاختراق والهشة ويعطلها. ويرى خبراء أن الهجوم الحالي يستهدف تحديد نقطة ضعف في أنظمة مايكروسوفت سبق أن حددتها وكالة الأمن القومي الأمريكية. وسرق جماعة قراصنة يطلقون على أنفسهم اسم "ذي شادو بروكور" برنامجا خبيثا، وجعلوه متاحا بشكل مجاني في أبريل، مضيفين أنه يستهدف الاحتجاج على الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب. وصرحت مايكروسوفت الجمعة إنها ستحدّث النسخ القديمة من برامجها والتي "لم تعد تستقبل الدعم العام" الذي تقدمه مثل ونداوز إكس بي والتي تستخدمها هيئة الصحة البريطانية على نطاق واسع ووانداوز 8 وونداوز سيرفر 2003 . ويبدو أن عدد الهجمات الإلكترونية أخذ في التباطؤ في أعقاب تفعيل زر إيقاف للطوارئ.