يظهر أن منطقة النزاع بين الجالية المغربية وبين المجتمع الاسباني المضيف قد توسعت هذه الأيام بانبثاق بؤرة جديدة، لكن في جهة مدريد هذه المرة، ولا علاقة لها لا بنقاب كطالونيا ولا بوشاية بيك ولا بحجاب نجوى، فقد فجرت مصالح التشغيل الوطني قضية جديدة، بقرارها التضييق على المستفيدين المغاربة من مساعدات البطالة بالبلديات الجنوبية للجهة. وهكذا فقد فرضت على البعض المثول أمامها بشكل مطرد لضمان عدم مغادرته لإسبانيا في الفترة التي يستفيد خلالها من المساعدة، كما صار طلب جواز السفر شرطا للقيام بأي إجراء إداري بهذه المصالح، وتتوخى إدارة التشغيل بهذا الاجراء فحص الجوازات والتأكد من أن المستفيد لم يغادر إلى المغرب خلال استفادته من المساعدة، وفي حال ثبوت المغادرة تحرمه الإدارة من المساعدة. وقد علم بأن الجالية المغربية بالجهة تتحرك لتنظيم حركة احتجاجية ضد القرار. وقد نددت بالأمس جمعية "أميركا إسبانيا تضامن وتعاون" بقرار مكتب الشغل في بلدية فوينلابرادا فرض الادلاء بالجواز كشرط للقيام بأي إجراء إداري، في مخالفة واضحة للقوانين التي لا تجبر المهاجر على الإدلاء بجوازه لهذه المصالح. وقال مدير الشعبة القانونية بالجمعية بأن مطالبة الإسباني من أصول مغربية بجواز السفر هو إجراء تمييزي ينتهك حقوق الإنسان. وقال غوستافو فاخاردو بأن جمعيته قد تقدمت بشكايات أما محامي الشعب، المديرية الإقليمية للمؤسسة الوطنية للشغل، وأمام وزارة السياسة الترابية، قصد التدخل لوقف هذا الاجحاف في حق مهاجرين من أصول مغربية.