شبّهت وزيرة الأسر والطفولة وحقوق النساء في فرنسا، لورانس روسينول، اليوم الأربعاء، بعض النساء المحجّبات، بحال من كانوا "زنوجا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكانوا في الوقت نفسه يساندون الاستعباد". جاء ذلك في تصريحات أدلت بها الوزيرة الفرنسية ل "راديو مونتي كارلو" الفرنسية، حول النساء اللواتي يضعن الحجاب وحول ما يسمى ب "الموضة الإسلامية".
وأضافت متحدّثةً عن الحجاب "أرى أنّ هناك من النساء من يخترن ارتداءه، ولقد كان هناك أيضا زنوج أمريكيون يساندون الاستعباد (...) أعتقد أنّ كثيرا من النساء المحجبات هن مناضلات الإسلام السياسي، وأنا أواجههن على مستوى الأفكار وأندد بمشروع المجتمع الذي يحملنه، أرى أن هناك نساء يضعن الحجاب عن إيمان وأن هناك نساء يرغبن في فرضه على الجميع، لأنهن يجعلن منه قاعدة عامة".
وفي الوقت الذي تقبل فيه أشهر دور الأزياء العالمية أمثال "دولتشي غابانا"، في الأشهر الأخيرة، على "الموضة الإسلامية"، والتي تعدّ من الأسواق الواعدة، بحسب مختصين اقتصاديين، إلا أنّ الوزيرة الفرنسية رأت أنها "غير مسؤولة" لأنها تساهم في الترويج لفكرة "حبس" جسد المرأة، على حدّ قولها.
وأثارت تصريحات الوزيرة الفرنسية انتقادات واسعة في مواقع التواصل الإجتماعي، حيث استنكر الكثير من رواد هذه المواقع المقارنة التي أجرتها الوزيرة بين النساء المحجبات والعبيد، إضافة إلى استخدامها لمصطلح "الزنوج"، متهمين إياها ب "العنصرية" و"معاداة الإسلام" أو "الإسلاموفوبيا"، كما طالبوها بتقديم استقالتها.
من جانبه، نفى الوفد المرافق للوزيرة الفرنسية، في اتصال مع الأسبوعية الفرنسية "لكسبرس"، وجود أي رغبة في "الاستفزاز من طرف الوزيرة، أو أي قصد يرمي إلى إثارة صدمة".
ونقلت تقارير لوسائل إعلام فرنسية عن أحد المقربين من الوزيرة قوله إنّ "كلمة زنجي تستخدم في معناها التجريدي الذي يستعمل أكثر للحديث عن العبودية، في إشارة إلى إحدى كتابات مونتسكيو (الفيلسوف الفرنسي)، وهذا المصطلح لا تستخدمه الوزيرة في أي ظروف أخرى، ولم تقدّر بأنّ الإشارة لم تكن واضحة".