تم الإعلان فرنسا عن اكتشاف أقدم مقابر إسلامية في أوروبا جنوبفرنسا. وأوضحت البعثة العلمية صاحبة الاكتشاف أنها توصلت إلى أنها مقابر تعود لموتى مسلمين لاتجاه وجوههم إلى الكعبة وأنها تعود للقرن الثامن الميلادي. وكشفت عمليات الفحص الجيني لتلك الجثامين التي عثر عليها في مدينة "نيم" في جنوبفرنسا، في إحدى المناطق التي تعود للعصور الوسطى والتي تتجه وجوهها نحو الكعبة أنها تعود لشجرة الأنساب في شمال أفريقيا. وأوضحت الدراسة المنشورة في مجلة "Plos One" أن نتائج عمليات المسح باستخدام أشعة الكربون المشع على بقايا العظام، ترجح عودة الجثامين إلى الفترة ما بين القرنين السابع والثامن الميلاديين، أي أنها كانت في فترات الفتح الإسلامي لأوروبا في ذلك الوقت. وقال البروفيسور الأنثروبولوجي، يفيس جيليزا، من المعهد القومي الفرنسي المسؤول عن الاكتشاف: "نحن نعرف من قبل أن المسلمين جاءوا إلى فرنسا في القرن الثامن الميلادي. إلا أننا لا نملك أية أدلة مادية على ذلك". وتابع جيليزا: "عندما نسلط الضوء على كل المعطيات لدينا، نجد أنه من المحتمل أن تكون تلك الرفات التي عثر عليها في مدينة "نيم" تعود إلى قبائل البربر التي كانت ضمن الجيش الأموي في شمال أفريقيا. ويمثل هذا الاكتشاف معلومات جديدة وإضافة قيمة لكتب التاريخ والآثار لدينا". كانت تلك المقابر قد عثر عليها عام 2006، خلال أعمال الحفر الخاصة بأحد جراجات السيارات تحت الأرض، بجانب أحد الطرق الرئيسة في مدينة نيم جنوبفرنسا. واستمرت أعمال الدراسة والمسح في الموقع طوال 9 سنوات تقريبًا، والتي أثبتت أن جميع الجثامين والرفات دفنت بحسب الطريقة الشرعية الإسلامية، وجميعها تتجه نحو الكعبة. وأضحت عمليات البحث أن الرفات تعود لأشخاص في مراحل عمرية مختلفة؛ الأول في سن العشرين، والثاني في العقد الثالث من عمره، والثالث يزيد عن 50 عامًا، مشيرة إلى أن عمليات المسح التي أجريت على بقايا العظام لم تظهر وجود أي إصابات قبل الوفاة.