عثر خبراء بناء بالجديدة، مساء السبت الماضي، على بقايا رفات بشرية، يحتمل أنها لشخص أو أشخاص، مجهولي الهوية والجنس، إثر أشغال حفر في أرض خلاء، في فضاء نادي جمعية الأعمال الاجتماعية لمستخدمي المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لدكالة.الحفرة حيث عثر على بقايا العظام البشرية (مصباح) وكان عمال البناء انتهوا من حفر أساس إقامات اصطيافية، بعمق متر و10 سنتمترات، وللتأكد من صلابة البقعة المهيأة للبناء، باشر خبراء مختبر البناء خبرة جيوتقنية، إلا أنهم فوجئوا بأن الأرضية هشة، لوجود فرشة ماء، ما جعلهم يواصلون الحفر، في مكان اختير بشكل عشوائي، بعمق 90 سنتيمترا، وعرض 50 سنتيمترا، وطول 90 سنتيمترا، وبالصدفة، عثروا على رفات بشرية، عبارة عن 13 ضلعة كبيرة، و10 أضلع صغيرة مكسرة، و16 أصبعا، و6 فقرات من عمود فقري، وجمجمة مهشمة. واستنفرت العظام الآدمية السلطات المحلية والأمنية، والأجهزة الموازية. وباشرت مصلحة الشرطة التقنية والعلمية المعاينة والتحريات. وأحالت الدائرة الأمنية الثانية العظام البشرية على مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الإقليمي. وجرى إشعار الوكيل العام لدى استئنافية الجديدة، وعامل الجديدة بالنيابة. وأمرت السلطات الأمنية والمحلية، السبت الماضي، مقاول البناء، بتوقيف الأشغال فورا في الورش، حتى إشعار آخر. ولزمت الجهات المسؤولة مركزيا ومحليا، الصمت المطبق، حول هذا الاكتشاف، الذي لم يصدر في شأنه أي بلاغ للرأي العام. ومازالت الرفات البشرية في مستودع الأموات، بمستشفى محمد الخامس. وينتظر أن تبعث الإدارة العامة للأمن الوطني خبراء من مصلحة الشرطة التقنية والعلمية، لمعاينة ميدانية للحفرة، وأخذ عينات من البقايا العظمية، إلى المختبر العلمي بالدارالبيضاء، لإجراء تحاليل كيميائية على الحمض النووي، لتحديد هويات الأشخاص المدفونين، والاستعانة بالكاربون 14، لتحديد تاريخ الدفن. ولا يستبعد، في خطوة مرتقبة، أن تستعين إدارة الأمن، بالمعهد الوطني للحفريات والآثار، لإيفاد خبير في الأركيولوجيا، لمباشرة مسح في الحفرة، التي استخرجت منها الرفات، والبحث في محيطها، عن رفات أو هياكل عظمية محتملة، والوقوف على جيولوجيا وتضاريس المنطقة، وأخذ عينات من الأتربة والصخور، لإخضاعها للتحاليل المختبرية. وبالنظر إلى الحفرة وعمقها، ومحدودية بقايا العظام التي عثر عليها، والتي كانت بعضها مهشمة، والطريقة التي دفنت بها، وإحاطتها بحجارة، يستبعد أن يتعلق الأمر بقبر أو مقبرة "منسية" قديمة. وكان عمال بناء عثروا، في ماي 2008، على رفات 8 أشخاص مجهولي الهوية والجنس، عبارة عن جماجم وبقايا عظام أيد وأرجل، عندما كانوا منهمكين في حفر أرض خلاء، محاذية لمخيم "لافارج"، لبناء مشروع سياحي. وكان تعاقب على ملكية هذا العقار العديد من المالكين، منذ عشرينيات القرن الماضي، قبل أن يؤول إلى الشركة الفرنسية، صاحبة المشروع. وإثر هذا الاكتشاف، كانت جمعيات حقوقية طالبت بفتح تحقيق في نازلة ما اعتبر آنذاك "مقبرة جماعية".