أجبر الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية للمساعدات الإنسانية الذي جرى يوم الاثنين، والانتقادات العالمية الشاملة التي نتجت عنها ضد الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، رئيس الحكومة الاسبانية السابق خوسي ماريا أثنار إلى تأجيل حفل "صداقة" مع إسرائيل يتعلق بافتتاح موقع جديد للوبي الصهيوني المتطرف في العاصمة الفرنسية باريس، بناء على مبادرة منه، وقد جاء ذلك على حد تعبيره "لأسباب تتعلق بالصورة". وإذ يسعى الرئيس المذكور للظهور في وسائل الإعلام عبر تصريحات "هائجة" هناك وهناك ربما تجد من يتلقفها، ليقول أن هذا الشخص مازال يبحث عن موقع بين الشخصيات المحلية بعد مشاركته في قمة "أثورس" المشؤومة التي أدت لغزو العراق وتدميره، فأنه قد أجبر، بكسر الهمزة، هذه المرة للابتعاد من الظهور مؤقتاً إلى جانب الدولة الصهيونية في خضم اقتحامها بالدم والنار لأسطول الحرية والذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المتضامنين مع القضية الفلسطينية. هذا ويسعى الرئيس "المدلل" لدى المتطرفين من صهاينة ومسيحيين إلى طرح مشروعه الجديد الذي يحمل اسم "فرنديس اوف اسرائيل انثياتيف" (مبادرة أصدقاء إسرائيل) والتي تعتبر من أكثر المجموعات المتطرفة المناصرة لإسرائيل في وحشيتها ضد العرب. وتجدر الإشارة إلى أن صورة أثنار وقائمة من الأسماء المشاركة والموقع قد أزيلا فورا من مركز الدارسات الإستراتيجية في باريس بعد حادث الاقتحام. كما أن الموقع المشار إليه يتبنى شعار "إسرائيل طريقنا، بفضل نظامها السياسي الليبرالي الديمقراطي والخاضع لسلطة القانون"، وأن "مهاجمة إسرائيل هو بمثابة الهجوم على القيم اليهودية المسيحية". ومهما كان من أمر، فخوسي ماري أثنار معروف بتعصبه وعنصريته ضد الإسلام والعرب خاصة، فهو لا يجد منبر إلا وينتهز فرصته ليكيل الشتائم ضدهم. ولم يكون موقفه من حرب العراق وأفغانستان واقتحامه لجزيرة "بريخيل" إلا جزء من إستراتيجيته القائلة أن "القاعدة وجدت في اسبانيا منذ دخول الإسلام إليها".