كنا نعرف أن للشاعر الغرناطي الكبير غارثيا لوركا رافدا شرقيا كبيرا يتمثل في ثقافة الغجر والتراث الشرقي في الشعر الإسباني، والذي تجلى ببهاء في "ديوان تماريت"، غير أن حياة الشاعر ما تزال تخبئ الكثير من صلاته بالجذور الشعرية العربية، ليس في شكل استلهامات أدبية بل انتقال مادي عن طريق الرحلة والمعاينة. وآخر ما بلغنا في هذا السياق هو كتاب "لوركا في أفريقيا: يوميات رحلة إلى الحماية الإسبانية بالمغرب"، الذي يستعرض تفاصيل الرحلة غير المعروفة التي قام بها الشاعر الإسباني الشهير فيدريكو غارثيا لوركا إلى المنطقة المغربية التي كانت تحت الحماية الإسبانية، أثناء توليه منصب السكرتير الشخصي لوزير التعليم الإسباني آنذاك، فرناندو دي لوس ريوس. وقال صاحب الكتاب المؤرخ ميجل كاباييرو في مؤتمر صحفي إن عمله يضم الأسباب التي دفعت لوركا للقيام بهذه الرحلة عام 1931 ويومياته خلالها، وتأثيرها لاحقا عليه كشاعر وعلى دي لوس ريوس.وتناول الجزء الثاني من الكتاب المرحلة السياسية في حياة لوركا، مثل عمله كمتحدث باسم المجلس الوطني للموسيقى والمسارح الغنائية. وأوضح كاباييرو انه اكتشف هذه الرحلة خلال أبحاث قام بها على ثلاثة آلاف مقال صحفي كتبت عن الشاعر الإسباني الشهير، وهو ما دفعه إلى تأليف كتاب مختصر حول التسلسل الزمني لوقائع هذه الرحلة. وأضاف أن ثمة مراجع قليلة حول هذه الزيارة، لأن من أثار اهتمام المؤرخين خلال هذه الرحلة كان فرناندو دي لوس ريوس، في وقت لم يكن فيه لوركا مشهورا بين القاعدة العريضة من الجمهور، على الرغم من انه كان معروفا بشكل كاف بين المثقفين آنذاك.