تتجه الدول الاستبدادية إلى حسم النقاشات المجتمعية بواسطة السيف أو الأشكال المشتقة منه من قمع وترهيب ماديين ومعنويين. وبسدها لباب المناقشة وفتح أبواب الخضوع والتسليم، لا تتورع في التخفيف من حد السيف باستغلال ما يمكن أن يكون مواليا من الحجج أو أشباهها. وتتمثل الحجة الأساسية المصاحبة للسيف في أن الموضوع الذي يريد ذوو الحقوق مناقشته مع باقي أفراد المجتمع قد حسم سابقا، وأن الملف قد أغلق نهائيا: فإذا كان للموضوع علاقة بالدين (كيفما كان هذا الدين) تحولت الحجة إلى كون باب الاجتهاد قد أغلق. وإذا كان الموضوع سياسيا، تحولت الحجة إلى أن ليس بالإمكان أفضل مما كان. وإذا كان الموضوع اقتصاديا، كانت الأرزاق قد وزعت بمقدار والقناعة نصف المعيشة!