دخل الائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال على خط قضية اغتصاب طفلة لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات بحي الألفة بالدار البيضاء، إذ آزر دفاع الجمعية الضحية، التي تعرضت للاغتصاب في محل للخياطة بعد أن تركتها خالتها تلعب رفقة أقرانها أمام البيت، وفق ما أوردته جريدة "الصباح" في عدد الخميس. كشفت خالة الضحية للمحققين تفاصيل ذلك اليوم "الأسود" قائلة إنها سمحت لثلاثة من أبناء شقيقتيها باللعب أمام باب البيت، وجسلت تراقب خطواتهم، قبل أن تضطر للدخول من أجل مهمة أخرى وهي إرضاع أصغرهم، وفيما انشغلت بالعناية بالرضيعة، أخبرها أحد أبناء شقيقتيها أن أخته الصغرى اختفت وسط نباتات قريبة من البيت.
جالت الخالة وسط الحديقة في رحلة البحث، وهي تنادي الطفلة، دون جدوى، اعتقدت أن الأمر لا يعدو أن يكون لعبة "كاش كاش" فعادت للمنزل، واستمر الأطفال في اللعب حتى ظهرت الطفلة من جديد.
وبحسب رواية "الخالة"، التي أوردتها يومية "الصباح"، فما أن رجعت والدة الطفلة من عملها اليومي، حتى شرعت في تغيير حفاظة ابنتها، لتفاجأ بوجود قطرات دم وأثار مني بالقرب من جهازها التناسلي، كانت صدمة كبرى للأم وهي تتساءل ماذا وقع للطفلة؟
هرعت الأم وهي تأمل أن لا تصدم بواقع مؤلم، وطرقت أبواب عدد من المراكز الإستشفائية لكن بعضها اعتذر على عدم قبول تشخيص الطفلة، فغيرت الوجهة إلى إحدى المؤسسات الإستشفائية التي تتوفر على طبيب شرعي مختص، فحصت الطفلة وكانت الصدمة الكبرى للأم بعدما أخبرها الطبيب "طفلتك تعرضت للاغتصاب".
لحظة عصيبة عاشتها والدة الطفلة، التي استجمعت كل قواها من أجل البحث عن الذئب البشري الذي فتك بفلذة كبدها. بدأت رحلة أخرى لا تقل جسامة عن سابقتها، وضعت شكاية لدى أمن الحي الحسني، الذي بدأ أهم وأصعب الفصول في القضية.. من هو الجاني يا ترى؟
من حسن الحظ أن الطفلة ببراءتها بدأت تتحدث للضابط المكلف بهذا الملف الشائك، دون أن يكثف أسئلته عليها، كما يفعل عادة مع البالغين، فوصفت له المكان الذي اغتصبت فيه دون أن تدري الأمر، فقالت للضابط: "لعبت لعبة تشقليبا بلا سروال".
هنا أيقن المحقق أن الجاني اعتمد على هذه الحيلة للإيقاع بالطفلة. استمرت الطفلة في الكلام بعد أن سألها الضابط "فين وقع هادشي؟".. أخبرته أن الشخص لديه آلات خياطة وخيوط، وهو ما قاد الشرطة إلى اعتقال الجاني، الذي يتواجد محله بالقرب من الحديقة الصغيرة المجاورة لبيت الضحية.
بعد الاستماع إليه، تردف "الصباح"، أمر الوكيل العام للملك باستئنافية البيضاء بإيداعه سجن عكاشة في انتظار محاكمته أمام العدالة.