- بعد عشر سنوات على مشاركة احد ابنائها بتنفيذ اعتداءات لندن عام 2005، غرقت مدينة ديوسبري البريطانية الصغيرة مجددا في تساؤلات بعدما اتضح ان احد الشبان قام بعملية انتحارية دامية في العراق. وبالنسبة الى العديد من المسلمين المقيمين في هذه المدينة فان شبكة الانترنت مسؤولة عن تشدد هؤلاء الشبان. فقد رفضوا بشدة تصريحات رئيس الوزراء ديفيد كاميرون التي اتهم فيها بعض البريطانيين المسلمين باتخاذ "مواقف متسامحة" حيال الجهاديين. وقالت مديحة انصاري التي اسست نادي قراءة للشباب الاكثر تعرضا للتاثر بالاسلام المتطرف "ما قاله كاميرون اثار غضب الناس". وقاطعها شقيقها طلال قائلا "كأنك تطلب من رجل ابيض راشد الاعتذار للتحرش الجنسي بالاطفال". واضافت نتساءل من بورتسموث الى كوفنتري كيف ينتهي مواطنون كجهاديين يقتلون في سورياوالعراق. وحيال هذا الواقع ليس هناك اجماع حول حل هذه المشكلة. وقد استؤنفت النقاشات بعد ان اكتشف السكان ان طلحة اسمال الشاب البالغ ال17 من العمر من سكان ديوسبري بات اصغر الانتحاريين البريطانيين سنا. فقد فجر سيارته المفخخة في مجمع نفطي في العراق ما اسفر عن مقتل 11 شخصا. ويشتبه في ان يكون جاره وصديقه حسن منشي يقاتل في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية. وداني لوكوود صحافي محلي مؤلف كتاب "جمهورية ديسبوري الاسلامية" الذي اثار استياء المسلمين في هذه المدينة ويقدر عددهم ب20 الفا. ويؤكد انه واثق من ان العديد من الاشخاص الذين يرتادون احد المساجد المتشددة في المدينة يؤيدون بعيدا عن الانظار هذه العمليات الجهادية. وقال لوكالة فرانس برس "اذا كان تصويت برفع الايدي في مسجد زكريا (في ديوسبري) لمعرفة من يرى ان طلحة اسمال اصبح شهيدا وانه الان في الجنة فاني اعرف النتيجة". ومسجد زكريا مبنى متواضع في حي سافيل تاون في ديوسبري حيث 97 الى 99% من سكانه مسلمين. انهم مهاجرون هنود وباكستانيون وصلوا الى هنا في خمسينات القرن الماضي عندما كانت المدينة مركزا لصناعة الصوف. وفي اخر الشارع يقع المسجد المركزي، لجماعة التبليغ والدعوة التي تعود جذورها الى شبه القارة الهندية. وفي هذا المسجد بالذات كان يصلي محمد صديق خان العقل المدبر لاعتداءات السابع من تموز/يوليو 2005 في لندن. وقال رضوان عزت الذي يرتاد احد المساجد السبعة في هذا الحي ان "المساجد لم تحرض يوما على الكراهية. انها اماكن مسالمة يرتادها الاشخاص للصلاة فقط". وقال آدم زمان وهو طالب في الحقوق "في هذا الحي هناك رفقة سوء من ناحية اعمال العنف والمخدرات لكن ليس من ناحية الافكار المتطرفة". واثناء القيادة في ازقة سافيل تاون يدافع المسؤول المحلي مسعود احمد ايضا عن المساجد ويدعو الاهالي والتلاميذ الى التيقظ اكثر لما يفعله اولادهم على الانترنت. وطلبت وزيرة الداخلية تيريزا ماي مؤخرا من الاهالي ابلاغ الشرطة عن اولادهم "الذين تشددوا" وترغم قوانين جديدة المدارس على معالجة المشكلة. لكن كثيرين قلقون من ان هذا النوع من التحرك قد يضر ببعض المجموعات. ويرى آدم زمان ان التغيير يجب ان ياتي من المجموعات قائلا "اننا نحتاج الى مثال اعلى في الرياضة او الاعمال". وهو كابتن فريق كرة قدم حقق بطولة وطنية. وتكثر قصص النجاحات في ديوسبري خصوصا وان سعيدة وارسي التي اصبحت اول مسلمة تشغل منصبا وزاريا في بريطانيا قبل استقالتها في 2014 تتحدر من هذه المدينة. تماما كالعديد من رؤساء شركات او لاعبي الكريكت او الراغبي وبينهم سام بورغيس. وقال داني لوكوود "هناك نزعة اصولية لكن هناك ايضا الكثير من الاشخاص الذي يعملون بكد ويريدون ان ينجح اولادهم". لكن كل قصة نجاح يقابلها فشل. ويدخل لوكوود بسيارته في شارع مشيرا الى منزل كان يقيم فيه محمد صديق خان الذي فجر قنبلة في سلسلة الاعتداءات التي طالت مترو لندن واوقعت 52 قتيلا في السابع من تموز/يوليو 2005