يدلي السودانيون الخميس باصواتهم في آخر يوم من الانتخابات العامة بعد تمديدها 24 ساعة اضافية في ظل غياب واضح للناخبين عن مراكز الاقتراع منذ اليوم الاول.وكان من المفترض ان تقفل صناديق الاقتراع عند الساعة 19,00 من الاربعاء لتنتهي بذلك الانتخابات الرئاسية والتشريعية على المستوى الوطني ومستوى الولايات بانتظار الاعلان عن النتائج النهائية في ابريل. لكن المفوضية القومية للانتخابات اعلنت تمديدها حتى الساعة 19,00 من الخميس، و"ذلك لإتاحة الفرصة للناخبين السودانيين لاختيار ممثليهم". وينافس 15 مرشحا ليسوا معروفين الرئيس عمر البشير الذي يطمح لولاية رئاسية جديدة بعد 26 عاما في الحكم ومن المرجح ان يفوز فيها بسهولة. ومن المتوقع ايضا ان يفوز حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالانتخابات التشريعية. واعلن المرشحان الرئاسيان عمر عوض الكريم واحمد الرضي انسحابهما من السباق منددين بحدوث تجاوزات. ولفت الكريم الى انه ابلغ مفوضية الانتخابات بالتجاوزات ولكنها لم تحرك ساكناً. من جهته قال الرضي لفرانس برس "في اعتقادي بانه علينا ان نسلم بان العملية الانتخابية فشلت والمشاركة لم تتعدى ال20 في المئة، بدلا من البحث عن حلول مثل التمديد". ومنذ بدء الانتخابات يوم الاثنين، بدت مشاركة الناخبين ضعيفة. وصباح الخميس، وفي احد مراكز الاقتراع في منطقة الجريف في الخرطوم ذكر مصور لفرانس برس ان شخصا واحدا جاء للادلاء بصوته بين الساعة التاسعة والساعة العاشرة. ويبدو ان ضعف التصويت لم يفتح المجال امام استخدام اي من صناديق الاقتراع الاضافية التي تراكمت فارغة في زوايا غرفة الاقتراع. وتشمل الانتخابات اضافة الى انتخاب الرئيس لولاية من خمس سنوات، اختيار 354 عضوا في البرلمان واعضاء مجالس الولايات. وفي ولاية الجزيرة (وسط)، قررت مفوضية الانتخابات مساء الثلاثاء تمديد عملية الاقتراع يومين آخرين، الخميس والجمعة. وكانت تحدثت في وقت سابق عن 152 مركزا في ولاية الجزيرة من اصل 1818 لم تفتح ابوابها بسبب "أخطاء إدارية". على صعيد سياسي، بدأت المعارضة متمثلة بتحالف "نداء السودان" الاحد اعتصاما مفتوحا في مقر حزب الامة في ام درمان في اطار حملة اطلقت عليها "ارحل". ومساء الاربعاء، عادت الناشطة السياسية ساندرا كدودة الى منزلها، بعدما فقد اثرها منذ يوم الاحد. واتهمت العائلة الاجهزة الامنية باختطافها واعتقالها. وقالت امل هباري الصحافية والناشطة المقربة من العائلة لفرانس برس انه "اطلق سراح ساندرا وعادت الى منزلها، ومن المفترض ان تصدر العائلة بيانا في وقت قريب". وفي ما يتعلق بالمشاركة الضعيفة، قالت مريم المهدي نائبة رئيس حزب الامة المعارض انها "كانت متوقعة لان الانتخابات لن تحدث اي تغيير، فالبشير سيحصد كافة الاصوات، فليس هناك منافسة من اي نوع في هذه الانتخابات". وهذه الانتخابات التعددية الثانية في السودان منذ سيطرة البشير على الحكم في العام 1989 عبر انقلاب عسكري. وتستمر النزاعات في منطقة دارفور (غرب) منذ 2003 وفي ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق منذ العام 2011. وكانت مفوضية الانتخابات تحدثت الثلاثاء عن محاولات هجوم قامت بها الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال ضد مراكز الاقتراع في جنوب كردفان تصدت لها القوات المسلحة. واعلن رئيس المفوضية مختار الاصم انه "برغم القصف الذي تم أمس (الثلاثاء) لمدينتي كادقلي والدلنج (جنوب كردفان) بالصواريخ إلا أن ذلك لم يؤثر على عمل المراكز بها ووصول الناخبين اليها".