أراد منظمو مهرجان أيام بيروت السينمائية، باختيارهم تكريم المخرج المغربي هشام العسري، إبراز تجربة "شابة" تشق طريقها بذوق فني تطوعه التقنية العالية، لتكون بذلك عنوانا لتجربة سينمائية مختلفة مفكر فيها وصادمة. وباختيار "جمعية دي سي" المنظمة للمهرجان، الذي ستختتم دورته الثامنة مساء غد السبت، عرض ثلاثة أفلام للمخرج المغربي (النهاية، هم الكلاب والبحر من وراءكم)، تكون قد اعترفت، كما أكد بيان لها، قبيل انطلاق التظاهرة، بالمسار "المميز" للعسري، الذي اعتبر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الاختيار والتكريم "ربما" هو "نوع من الوعي" لدى المنظمين بالسينما "المختلفة".ولم يلتفت لأفلام العسري الجمهور الذي حضر أفلامه فقط، بل أثار، أيضا، شهية النقاد والمهتمين بالسينما المغربية، إذ وصفه الناقد هوفيك حبشيان ب"السينمائي الذي ينتفض بأفلامه على ركود السينما العربية". ويأتي هذا الاهتمام بسينما العسري، التي خلقت حوارا جديا على هامش المهرجان خاصة من قبل طلبة السينما الذين تفاعل معهم المخرج في ندوة عن تجربته، من كونها، كما يؤكد في تصريحه للوكالة "تطرح أسئلة"، وتقارب شخصيات "قلقة" و"مهووسة"، إلا أنها تملك "طاقة" تحاول عبرها خلق شيء جديد. فسينما العسري إذن لا تركن الى "السهل" بل تنطلق من "القلق"، وتبحث عن "دينامية" جديدة ولكن في نفس الوقت "ممتعة". تغوص أفلامه في فضاء الدارالبيضاء، حتى يعتقد البعض أنه استلهم من نجيب محفوظ المهووس بحواري وفضاءات القاهرة، وهو يؤمن أن هذه المدينة "تتغير" و"ينصت" بذلك لحركيتها الدائمة، ويغوص في واقعها، كما في الواقع المغربي إجمالا، محاولا بأدواته السينمائية أن يمنحها "بعدا عالميا".