تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء بتشكيل ائتلاف حكومي جديد سريعا في أعقاب فوزه في الانتخابات الإسرائيلية بعد أن بذل مجهودا كبيرا لاستمالة الناخبين من تيار اليمين. ونكص نتنياهو في الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية عن التزامه السابق بالتفاوض على قيام دولة فلسطينية مستقلة كما تعهد بالمضي قدما في بناء مستوطنات بالأراضي المحتلة. ومثل هذه السياسات تتحدى الرؤية الأساسية للتوصل الى حل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني التي يتبناها الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرؤساء السابقين للولايات المتحدة من جمهوريين وديمقراطيين. وبعد إحصاء كل الأصوات تقريبا يوم الأربعاء بلغ عدد المقاعد التي فاز بها حزب ليكود الذي ينتمي له نتنياهو 30 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا متقدما بفارق كبير على الاتحاد الصهيوني المعارض الذي حصد 24 مقعدا. وجاءت القائمة العربية الموحدة في المركز الثالث. ويمثل ذلك انتصارا غير متوقع إذ أن آخر استطلاعات الرأي التي نشرت نتائجها قبل أربعة أيام من بدء التصويت أظهرت أن الاتحاد الصهيوني متقدم بفارق أربعة مقاعد على ليكود. ويضمن فوز نتنياهو أن يمنحه الرئيس الفرصة لتشكيل حكومة. وإذا تمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف فسيقترب في فترته الرابعة في رئاسة الوزراء من أن يصبح صاحب أطول فترة في رئاسة الحكومة في تاريخ إسرائيل. وقال نتنياهو خلال زيارته التقليدية بمناسبة فوزه للحائط الغربي في القدس "تأثرت بالمسؤولية التي كلفتني بها إسرائيل وأقدر قرار المواطنين الإسرائيلين انتخابي وأصدقائي رغم كل الصعاب وفي مواجهة كل القوى." وقد يكون لتعهداته التي قدمها لخطب ود الناخبين المتشددين خلال الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية عواقب كبيرة بينها زيادة الانقسامات مع الولاياتالمتحدة وأوروبا كما قد تشجع الفلسطينيين على اتخاذ خطوات من جانب واحد تجاه إقامة دولة في غياب أي احتمال لاستئناف المحادثات.