في الوقت الذي مازالت فيه قضية العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" تخضع لعمليات ابتزاز من قبل المسلحين المتطرفين، وتجري المفاوضات فيها على حد السكين، خاصة بعد إعدام العسكري علي البزال الأسبوع الماضي، كشفت مصادر من داخل حزب الله ل"العربية.نت" عن مفاوضات جرت بين حزب الله و"داعش" في سوريا، استطاع الحزب جراءها استرجاع جثث اثنين من مقاتليه سقطا داخل سوريا في معارك مع هذا التنظيم. المصادر التي لم تكشف عن المقابل الذي حصل عليه "داعش" من الحزب، إلا أن التبادل يأتي بعد عملية مشابهة حصلت قبل أسبوع بين حزب الله و"جبهة النصرة"، وانتهت بنجاح الحزب في إطلاق سراح أحد مقاتليه، وهو عماد عياد، مقابل إطلاق الحزب لاثنين من قيادات "النصرة" الذين أسرهم الحزب في عملية عسكرية أمنية لتعزيز عملية التفاوض. جاء ذلك بالتزامن مع قيام "جبهة النصرة" بذبح العسكري علي البزال على خلفية اعتقال زوجة القيادي في "النصرة"، أبو علي الشيشاني. عملية التبادل ليست الأولى بين الحزب والمسلحين في سوريا، فقد سبق أن قام الحزب بالتفاوض مع الجيش السوري الحر لإطلاق سراح تسعة لبنانيين اختطفوا في مدينة اعزاز السورية في طريق عودتهم من زيارة العتبات المقدسة في العراق وإيران. كما أنه جرت مفاوضات أخرى بين الطرفين استعاد فيها الحزب جثث عدد من مقاتليه. وتضيف المعلومات التي كشفت عنها المصادر أن حزب الله، ومعه قوات النظام السوري، يتجهان إلى إقامة "مقابر" خاصة لعناصر "داعش" الذين يسقطون في المعارك والمواجهات التي تجري بين الطرفين لتوظيفها مستقبلا في إطار أي عملية تبادل في المستقبل. ومن المتوقع أن تثير عملية التبادل هذه بين حزب الله و"داعش" موجة جديدة من الجدل السياسي حول موضوع العسكريين المحتجزين من الجيش والقوى الأمنية اللبنانية الرسمية، خاصة في ظل الإرباك المسيطر داخل الحكومة اللبنانية وخلية الأزمة التي شكلتها للتعامل مع هذه القضية. وستضاف البلبلة الجديدة، التي ستنتج عن استرجاع حزب الله لحثث مقاتليه، إلى الجدل الذي حصل بعد عملية التبادل الأخيرة بين "جبهة النصرة" والحزب. وتأتي عملية التبادل في أجواء لبنانية داخلية تتهم حزب الله بعرقلة المساعي التي تبذلها الحكومة لحل أزمة العسكريين من خلال الشروط التي يضعها على عملية التبادل أو المقايضة التي يطالب بها المسلحون، خاصة ما يتعلق بالمطالب التي يضعها المسلحون بالحصول على مواد غذائية وتموينية ومحروقات تساعدهم على الصمود في مناطق حصارهم في مرتفعات جبال القلمون السوري المحاذي للحدود اللبنانية.