نشر فريق علمي نتائج أولية لعمله في عدد من الدول الأفريقية بهدف رسم أكثر خريطة وراثية لهذه القارة شمولاً. وقال العلماء إن القارة الأفريقية تحوي أكبر تنوع وراثي في العالم، وإن دراستها قد تكشف عن سبب شيوع بعض الأمراض هناك. رسم العلماء أشمل خريطة حتى الآن تبين التنوع الوراثي في القارة الأفريقية وقالوا إنها ستعينهم على معرفة المزيد بشأن الدور الذي تلعبه الجينات في الإصابة بأمراض مثل الملاريا والحمى النزفية وارتفاع ضغط الدم في التجمعات السكانية هناك. وقالت ديبتي جورداساني، من معهد "ولكوم تراست سانجر" البريطاني تعليقاً على نتائج الدراسة التي نشرت أمس الأربعاء في دورية "نيتشر"، إنه على الرغم من أن القارة الأفريقية من أكثر قارات العالم من حيث التنوع الوراثي، إلا أنه لا يعرف سوى القليل نسبياً عن المخاطر الوراثية المحتملة بالنسبة لانتشار الأمراض بين سكانها.
وأضافت جورداساني: "تشيع بدرجة كبيرة الأمراض المعدية وغير المعدية في أفريقيا. كما أن عوامل الخطر لهذه الأمراض تختلف تمام الاختلاف عن مثيلتها في التجمعات السكانية الأوروبية". وجمع العلماء – الذين عملوا بالمشاركة مع أطباء وباحثين في إثيوبيا وغامبيا وغانا وكينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وأوغندا – معلومات وراثية من أكثر من 1800 شخص من أجل رسم خريطة تفصيلية لما يعرف باسم الجماعات "اللغوية العرقية" في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا. وتضمنت هذه البيانات أيضاً 320 تسلسلاً جينياً كاملاً، أو ما يعرف بالجينوم أو الطقم الوراثي للإنسان، من سبعة تجمعات سكانية. ووجد الفريق البحثي 30 مليون تبايناً وراثياً في هذه التجمعات السكانية السبعة وقالوا إن ربعها لم يرصد قط من قبل في أي تجمع سكاني بشري. وكتب العلماء يقولون: "هذه التباينات الوراثية يبدو أنها تحدث بتكرارات مختلفة بشأن أمراض إما في مناطق تتوطن فيها هذه الأمراض أو لا تتوطن، مما ينم عن احتمال حدوثها كرد فعل لاختلافات بيئية تعرضت لها مثل هذه التجمعات السكانية على مر الزمان". وتوفر هذه الدراسة أيضاً – وهي جزء من مشروع التنوع الجينومي في أفريقيا – قرائن عن حركة وتنقل التجمعات السكانية قديماً، ما يعضد فرضية تقول إن تجمعات سكانية من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط هاجرت عائدة إلى أفريقيا منذ نحو تسعة آلاف عام.