أجمعت دول مجلس التعاون الخليجي خلال قمتها السنوية في الدوحة على دعمها لمصر ووقوفها إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي. كما اتفق زعماء الخليج على إنشاء جهاز شرطة موحد مقره في أبوظبي يكون بمثابة انتبرول خليجي. أكدت دول مجلس التعاون الخليجي جميعها في نهاية قمتها السنوية في الدوحة اليوم الثلاثاء (التاسع من ديسمبر/ كانون الأول 2014) دعمها التام لمصر ولرئيسها عبد الفتاح السيسي، في خطوة تؤكد انضمام قطر التي تعد من أبرز داعمي الإخوان المسلمين إلى باقي دول المجلس في دعم الإدارة المصرية الحالية. وشدد البيان الختامي على "مساندة دول المجلس الكاملة ووقوفها التام مع مصر حكومة وشعبا في ما يحقق استقرارها وازدهارها". وجاء في البيان الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني في ختام القمة المختصرة التي استمرت حوالي ساعتين أن المجلس "جدد مواقفه الثابتة في دعم جمهورية مصر العربية وبرنامج الرئيس عبدالفتاح السسيي المتمثل بخارطة الطريق". كما أكدت القمة دعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي تواجه بلاده توترا كبيرا ناجما عن تقدم الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من إيران، فضلا عن العنف الناجم عن نشاط تنظيم القاعدة. وأقر قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم في الدوحة الثلاثاء إنشاء جهاز شرطة موحد يكون بمثابة انتربول خليجي مقره ابوظبي، كما اقروا إنشاء قوة بحرية مشتركة. وأكد البيان الختامي للقمة أن قادة مجلس التعاون الخليجي أقروا قرار وزراء الداخلية في هذا الشأن الشهر الماضي ورحبوا "بما تحقق من إنجازات في المجال الأمني بما في ذلك بدء عمل جهاز الشرطة الخليجية من مقره في مدينة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة". وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد دعا في افتتاح القمة الخليجية التي تستضيفها بلاده، إلى ما وصفها ب "مواجهة الإرهاب والتطرف". وقال الشيخ تميم في افتتاح القمة إن "ظاهرة الإرهاب التي يشهدها عالمنا المعاصر ومنطقتنا العربية على نحو خاص" تتطلب اتخاذ "كافة التدابير اللازمة لمواجهتها واستئصال جذورها وعلاج أسبابها الحقيقية السياسية والاجتماعية والاقتصادية". وفي موضوع الخلافات الخليجية التي كادت أن تعصف بقمة الدوحة، دعا أمير قطر إلى عدم الانشغال ب "خلافات جانبية"، مشددا على أن "الظروف الإقليمية والدولية بالغة التعقيد ... وتضعنا أمام مسؤوليات جسام". كما دعا إلى ألا تتحول الخلافات السياسية إلى "خلافات تمس قطاعات اجتماعية واقتصادية وإعلامية وغيرها". من جهته، دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي ترأست بلاده العمل الخليجي خلال السنة الماضية، إلى التعاون الاقتصادي في مواجهة تداعيات انخفاض أسعار النفط. وقال الشيخ صباح إن انخفاض أسعار النفط بنسبة 40% منذ حزيران/ يونيو الماضي بات "يؤثر على مداخيل دولنا وبرامجنا التنموية". ويشار إلى أن دول الخليج توصلت الشهر الماضي إلى اتفاق مصالحة سمح بعودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة بعد قطيعة استمرت ثمانية أشهر، وذلك في أسوأ أزمة شهدها مجلس التعاون منذ تأسيسه في 1981.