أكد المشاركون في الملتقى الدولي الأول للتصوف بمدينة العيون، اليوم الاثنين، أن الزوايا الصوفية بالمغرب ساهمت في تحقيق الأمن الروحي ونشر العلم والمعرفة بالقارة الإفريقية. وأضاف المتدخلون في هذا الملتقى، الذي نظمته جمعية الزاوية الدرقاوية الفاضلية تحت شعار "الزاوية الدرقاوية الفاضلية دعامة أساسية للأمن الروحي" والذي شارك فيه أساتذة وباحثون في التصوف يمثلون السودان وموريتانيا وفلسطين وشيوخ عدد من الزوايا الصوفية بالمملكة، أن الزاويا الصوفية بالمغرب، وبالصحراء على وجه الخصوص، قامت بنشر العلوم الشرعية وترسيخ الثقافة الإسلامية بمعظم الدول الإفريقية، مبرزين أن رسالة هذه الزوايا استمدت أصولها من الكتاب والسنة والمذهب المالكي. وأكد المتدخلون في هذا الملتقى، الذي تمحور حول ''دور الزوايا الصوفية بالصحراء في تحقيق الأمن الروحي : الزاوية الدرقاوية الفاضلية نموذجا"، أن الزوايا الصوفية بالمغرب لها إسهامات فكرية وروحية عبر العالم وبالقارة الإفريقية على الخصوص وذلك بفضل كبار شيوخها أمثال سيدي عبد السلام بن مشيش وسيدي أحمد التيجاني وسيدي محمد بن سليمان الجزولي. وأبرزوا أن هؤلاء الأعلام المغاربة نشروا العلوم الفقهية بشمال القارة الإفريقية ثم في غربها وجنوبها، مشيرين إلى أن هذه الزوايا، وخاصة الزوايا المنتشرة في جنوب المملكة، لها مكانة هامة في الاستقرار النفسي والطمأنينة الروحية التي تولد للمرء توازنا في علاقاته مع ربه ونفسه ومجتمعه. وبالمناسبة، أكد رئيس جمعية الزاوية الدرقاوية الفاضلية بالعيون ومدير هذه التظاهرة، في تصريح للصحافة، أن تنظيم هذه التظاهرة الدينية الدولية يندرج في إطار البرنامج السنوي للجمعية التي تهدف من خلاله خلق إشعاع روحي على مستوى الأقاليم الجنوبية للمملكة. وأضاف أن الزاوية الدرقاوية الفاضلية، من خلال تواجد طريقتها، لها امتداد عالمي، مشيرا إلى أنها امتدت من المغرب إلى القارة الإفريقية وأوروبا وآسيا ثم باقي القارات لتسهم في نشر الدين الاسلامي المعتدل. يشار إلى أن هذا الملتقى عرف مناقشة عدة محاور همت على الخصوص "دور الزوايا المغربية في تحصين الأمن الفكري والروحي" و "التربية الصوفية سر التوازن النفسي والروحي" و "إمارة المؤمنين والأمن الروحي في المغرب" و "الأمن الروحي: شريعة، طريقة وحقيقة".