بعد جهود الوساطة التي قام العاهل المغربي الملك محمد السادس لدفع أطراف النزاع المالي إلى التوصل إلى حل سلمي للأزمة التي تعصف بالبلاد، تكثف الجزائر، الغريم التقليدي للمغرب في المنطقة، من تحركاتها الدبلوماسية في المنطقة حيث قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة "الأوضاع الأمنية في المنطقة متوترة جدّا وخطيرة وتبعث على القلق المخيف، لذلك أدعو الفرقاء الماليين إلى تسوية نهائية ومستعجلة لإحلال السلام الدائم”. وتأتي تصريحات رئيس الدبلوماسية الجزائرية تزامنا مع اجتماع للحكومة المالية مع الحركات الأزوادية برعاية الفريق الدولي للوساطة الذي تقوده الجزائر (هيئة الأممالمتحدة والاتحادين الأوروبي والإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي ودول الجوار)، في إطار جولة “الجزائر 3” لمفاوضات سلام مالي المخصّصة لطرح الحكومة المالية لمقترحاتها بشأن تسوية نهائية للأزمة، فيما يقدم فريق الوساطة الدولية حلولا لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الماليين. وأكد وزير خارجية الجزائر أن فريق الوساطة قام بإعداد "وثيقة إضافية على الأطراف المعنية، تتضمن مقترحات ستبنى على أساسها الجولة الثالثة من مفاوضات السلام، وتكون جامعة للجولة الأولى بتاريخ 24 جويلية الماضي والجولة الثانية التي عقدت الشهر المنصرم، وتعد أيضا مرافق لعمل المجموعة الدولية بهدف تحديد آليات تنفيذ الالتزامات السابقة". وأعرب لعمامرة عن خوف الجزائر من عودة التوتر والانزلاق الأمني في منطقة شمالي مالي، موضحا “الإرهاب في المنطقة بدأ يتحرّك ويريد عرقلة مفاوضات السلام، وكانت آخر عملية اغتيال 9 جنود من قوات حفظ السلام مينوسما، وقد لاحظنا أن العملية تمت بواسطة أسلحة متطورة”. وقال إن "الاقتتال بين الإخوة الماليين يجب أن يتوقف، والمواجهات التي تشهدها المنطقة ليس لها أي معنى، فالوضع الأمني في الشمال مقلق وخطير جدا، لذلك وجب على الجميع الاستجابة بكل شجاعة ومسؤولية ومساعدة الجهود الدولية لتسوية الأزمة من أجل فرض السلام وعيش الشعب المالي في انسجام”.