طلق المغرب برنامجا لدعم إنتاج الأفلام الوثائقية المعنية بالثقافة والتاريخ الصحراوي الحساني، بقيمة 15 مليون درهم مغربي (مليون و730 ألف دولار)، وهي الثقافة السائدة في إقليم الصحراء المتنازع عليه بين المغرب وجبهة البوليساريو. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي، خلال حفل اليوم الوطني للسينما بالمغرب، مساء يوم الخميس، بالعاصمة الرباط ، إن المشروع تم الإعداد والتفكير له منذ عامين، وتعزز بوجود مشاريع لمبدعين ومبدعات مغاربة معنية بالموضوع. واعتبر الخلفي أن المشروع من شأنه، "رفع تحديات الوحدة الوطنية من زاوية سينمائية، والمساهمة في تجسيد الانتماء للوطن وتعزيز الثقة فيه، والقطع مع الدعاية الفجة والتأسيس لفعل إبداعي". وبدأت قضية إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء تواجد الاحتلال الإسباني بها، ليتحول النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى نزاع مسلح استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأممالمتحدة. وتشرف الأممالمتحدة، بمشاركة جزائرية وموريتانية، على مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو؛ بحثا عن حل نهائي للنزاع حول إقليم الصحراء منذ توقيع الطرفين اتفاقًا لوقف إطلاق النار عام 1991. وقال الناطق باسم الحكومة المغربية خلال الحفل، إن بلاده تنتج 25 فيلما سينمائيا وطنيا، مشددا على أن الحكومة لابد أن "تلتزم بالنهوض بسينما تشاركية، ودعم حرية الإبداع وصيانة التعددية، وإرساء القيم الحضارية للمجتمع المغربي". وأشار إلى أن المغرب يقوم على 50 مهرجان سنويا للسينما في مدن مختلفة منه، فيما يشارك بفعالية في 80 مهرجانا دوليا. وخلال الاحتفال، عرض المدير العام الجديد للمركز السينمائي المغربي (مؤسسة عمومية)، صارم الحق الفاسي الفهري، الذي عين قبل أسبوعين، رؤية المركز لتطوير الصناعة السينمائي. وقال إن هذه الرؤية، "القائمة على حرية الابداع، واحترام الدستور المغربي القائم على التعددية، وتأهيل القطاع السينمائي؛ بإشراك الفاعلين في القطاع من منتجين ومخرجين وممثلين، بالإضافة إلى دعم الانتاج السينمائي المغربي سنويا بما قيمته 100 مليون درهم". وأكد خلال كلمته على أن "تشجيع نمو صناعة سينمائية مزدهرة، يعد أولوية للمركز في نشاطه المستقبلي"، داعيا إلى "مراجعة نظام الامتيازات المخولة لشركات الإنتاج الأجنبية، لتعزيز جاذبية المغرب لتصوير الأعمال السينمائية والتلفزيونية". وشهد الحفل حضور رموز سينمائية مغربية من مخرجين وممثلين، ومنتجين سينمائيين. وكان المركز السينمائي المغربي (مؤسسة عمومية)، قال مطلع هذا الشهر في بيانه له، إن المغرب شهد تصوير 32 فيلما أجنبيا سينمائيا وتلفزيا على أرضه، حتى نهاية شهر سبتمبر الماضي. وأشار البيان إلى أن الاستثمارات السينمائية الأجنبية في المغرب، سجلت ارتفاعا بلغ نسبة 420 % مقارنة مع السنة الماضية. واحتضن المغرب مؤخرا تصوير عدة أفلام أجنبية، أبرزها فيلم "المهمة المستحيلة 5" للنجم الأمريكي توم كروز، وفيلم "ملكة الصحراء" للنجمة الاسترالية نيكول كيدمان. وتحتضن عدد من المناطق المغربية تصوير أفلام سينمائية عالمية، نظرا لما تتوفر عليه من مؤهلات ومناظر طبيعية ومآثر تاريخية، في مقدمتها مدينة ورززات.