محمد أمين الأكرمي، رئيس فرقة الطّرب الأندلسي في تطوان بشمال المغرب، واحد من أهم روّاد الموسيقى الأندلسية بالمغرب. يستمد الأكرمي موسيقاه من الحضارة الأندلسية، وبالضبط من الموسيقي زرياب، إذ لا يمكن أن نتحدّث عن الأندلس وتاريخها دون أن نستحضر قصّة أبي الحسن علي ابن نافع المعروف باسم زرياب، الموسيقار الذي اشتهر بعذوبة صوته، والذي يرجع له الفضل في نقل الموسيقى الأندلسية والأقمشة وأزهى الألوان إلى الأندلس، وكذا إسهاماته البارزة في الموسيقى العربية والشرقية. من بعض إنجازات زرياب الموسيقية يذكر أنه هو من جعل أوتار العود خمسة بدل أربعة، وجعل مضراب العود من ريش النشر بدلا من الخشب، علاوة على أنه أدخل على الموسيقى مقامات كثيرة لم تكن معروفة قبله، ووضع قواعد لتعليم الغناء للمبتدئين. وتعتبر الموسيقى الأندلسية من الفنون التي تحظى بمكانة خاصة في المغرب، لما تحمله من معاني تاريخية، وامتزاج بين الطّابع الدّيني والفنّي. وغالبا ما تُقرن موسيقى الأندلس بأيام العيد، حيث تذاع على القنوات التلفزيونية قبل وبعد صلاة العيد وكذلك في الليالي الدّينية.
من أهم الآلات التي تُعزف عليها الموسيقى الأندلسية، نذكر العود والكمنجة، وتارة آلة القانون والرّباب، ويعتبر النّاي آلة النفخ الوحيدة المستعملة في هذا النوع من الموسيقى، بالإضافة إلى آلات الإيقاع كالنغرات والطّار والبندير أو الدّفوف (الدّربوكة). وفي خطوة لنشر هذه الثّقافة الموسيقية أكثر، شكل الأكرمي بالتعاون مع موسيقيين وعازفين من هولندا، أوركسترا أمستردام للموسيقى الأندلسية برئاسته، في خطوة مهمة لتوسيع آفاق هذه الموسيقى وتقديمها للجمهور الأوربي.