واصل أكاديميون مغاربة، أمس الجمعة، رسم معالم العلاقة بين الشرق والغرب، وفتح نقاشات حول روابط التلاقي والاشتباك بين ضفتي البحر المتوسط خلال ندوة أقيمت على هامش مهرجان "أوروبا والشرق" للفيلم الوثائقي، الذي تستضيفه مدينة أصيلة. حيث قال سعيد يقطين، أستاذ الأدب واللغة العربية في جامعة محمد الخامس بالرباط في كلمة له خلال الندوة، "إذا كانت الصورة المشكلة في أذهان المغاربة عن أوروبا البعيدة حضاريا، والقريبة جغرافيا من المغرب والشرق الإسلامي ساهم فيها أدب الرحالة التي قامت بها النخبة المثقفة المتطلعة للاكتشاف الآخر، فإن اللغة العربية ولغة التخاطب اليومي في الضفة الجنوبية للمتوسط، تقدم لنا أيضا بعضا من أوجه هذا التقابل والتمايز بين المغربي/ الإسلامي والأوروبي"، داعيا للعودة إلى الموروث الشفهي الشعبي لاستنباط ملامح تلك الصورة المتخيلة. و تميز العرض الافتتاحي للمهرجان ، الذي تنظمه الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية بدعم من مؤسسة منتدى أصيلة والمركز السينمائي المغربي ، بتكريم السينمائي العربي أسعد طه أحد اعمدة الابداع السينمائي الوثائقي العربي ، وتم بهذه المناسبة عرض شريط مصور عن تجربة المحتفى به ومساره المتألق . وتعرف فعاليات هذه الدورة مشاركة 10 أفلام وثائقية، تمثل كل من المغرب وفلسطين والصين وإسبانيا وفرنسا والجزائر وإيرلندا، للمنافسة على 5 جوائز يقدمها المهرجان في مقدمتها الجائزة الكبرى وجائزة النقد وجائزة الإخراج وجائزة السيناريو. وتم انتقاء هذه الأفلام الوثائقية من ضمن لائحة ضمت 50 فيلما وثائقيا من مختلف دول العالم، كما وقع الاختيار على فلسطين كضيف شرف على المهرجان، حيث تشارك بفيلمين وثائقيين يرصدان واقع المعاناة الفلسطينية مع الحصار والاحتلال. وتضم لجنة التحكيم كل من كمال عبد العزيز (مدير تصوير من مصر) ودومينيك كرو (مخرجة أفلام وثائقية من فرنسا) وخوليو أسكراطي (مصور وإعلامي ومخرج أفلام وثائقية من إسبانيا) وأوفيديو سلازار (مخرج الفيلم الوثائقي "أبو حامد الغزالي" من بريطانيا.. وستكون فلسطين حاضرة في باقي أيام المهرجان عبر عروض ونقاشات حول تجربة الإنتاج الوثائقي الفلسطيني، مع استحضار دورها في المقاومة الفلسطينية من بوابة الإعلام