اعتقلت السلطات الإيرانية فتاة بريطانية أثناء محاولتها مشاهدة مباراة كرة طائرة رجالية، وكانت الشرطة في طهران أعلنت أن الخلط بين الشباب والفتيات في الملاعب خلال الفترة الراهنة لا يصبّ في المصالحة العامة. اعتقلت السلطات في إيران فتاة بريطانية تبلغ من العمر 25 عامًا على خلفية محاولتها مشاهدة مباراة في الكرة الطائرة الرجالية بين منتخبي إيران وإيطاليا، يوم 20 يونيو الماضي. وأفادت صحيفة الدايلي ميل البريطانية بأن السلطات الإيرانية ألقت القبض على تلك الفتاة، وتدعى غونشه غافامي، ثم أودعتها سجن إيفن رديء السمعة في طهران، بعد محاولتها مشاهدة المباراة بأيام قليلة. باسم الحرية! وأكدت أسرة الفتاة أن ابنتهم ظلت محبوسة انفراديًا على مدار 41 يومًا. وكانت غافامي قد توجّهت برفقة مجموعة أخرى من السيدات إلى ملعب أزادي – وللمفارقة اسمه بالعربية يعني "الحرية" – لكي يبدين اعتراضهن على التضييق الذي تنتهجه السلطات الإيرانية منذ ثورة عام 1979، والذي يقضي بمنع السيدات من حضور الفعاليات الرياضية الرجالية. وقالت الدايلي ميل إن غافامي، التي تدرس القانون في لندن، اعتقلت، ثم أطلق سراحها في البداية، لكنها عندما عادت لكي تحصل على متعلقاتها، تم إلقاء القبض عليها مجددًا، ثم أودعت في السجن. كما تم اعتقال عدد آخر من الأشخاص الذين شاركوا في تلك التظاهرة. وفي تصريحات أدلى بها أخيرًا لمحطة آي تي في نيوز الإخبارية، قال شقيق غونشه غافامي، ويدعي إيمان ويبلغ من العمر 28 عامًا: "باتت تسيطر حالة من التمزق على الأسرة، وأنا هنا لا أقصد والدي فحسب، بل جدودي، أعمامي، وكل من تربطه صلة قرابة بنا كذلك". وسبق لرئيس الشرطة الإيرانية، إسماعيل أحمدي مقدم، أن قال في تصريحات لوسائل إعلام محلية إن الخلط بين الرجال والسيدات في الملاعب خلال الظروف الراهنة ليس في المصلحة العامة. دبلوماسية مقطوعة في غضون ذلك، تم تنظيم مجموعة من الحملات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي من أجل ممارسة ضغوط على السلطات في إيران بهدف اتخاذ قرار بإطلاق سراح غافامي. من جانبها، قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تعلم تطورات الموقف، لكن نفوذها محدود مع إيران نظرًا إلى عدم ارتباطها معها بعلاقات دبلوماسية رسمية، ما يصعب من مهمتها بهذا الشأن. وعبَّر نيل ديركين، المتحدث باسم فرع منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة، عن بالغ قلقه إزاء تلك المشكلة، التي تمر بها غافامي في إيران، خاصة وأنها تعرّضت للحبس الانفرادي لأكثر من شهر في سجن إيفن رديء السمعة في طهران، الذي يخضع لسيطرة الحرس الثوري، فضلًا عن عدم تمكن محاميها من التواصل معها أو الإطلاع على أي أوراق أو مستندات متعلقة بالأسباب التي وقفت وراء اعتقالها من جانب السلطات.