شهد العرض الأول لفيلم "رقصة الوحش"، ليلة الثلاثاء بالدار البيضاء، إقبالا جماهيريا كبيرا وحضور ثلة من أبرز الممثلين المغاربة المشاركين في العمل الفني المذكور. واستطاعت كاتبة سيناريو الفيلم أمال التمار، المزج بين فظاعة مشاهد العنف الأسري وزنا المحارم، وبين التهكم والنقد عن طريق السخرية لوضعية أطفال الشوارع في قالب درامي لقي استحسان الحضور. ويحكي الفيلم"رقصة الوحش"، قصة أسرة مغربية تتحمل فيها الأم مسؤولية إعالة أسرة تتكون من أب مدمن الكحول، والإبن حمزة الذي لا يتجاوز سنه 13 سنة، وابنتهما زينب ذات 18 ربيعا، يقطنون في منزل متهالك مكون من غرفة واحدة وبهو "مراح"، حيث تضطر الأم التي لم تعرف يوما أبيضا حسب تعبيرهان رفقة زوجها الذي يدخل المنزل قبيل الفجر بدقائق معدودة (تضطر) العمل كخادمة لدى إحدى الأسر الميسورة المكونة من طفلين ورب أسرة و أم تشتغل كموظفة في إحدى الشركات الخاصة ورئيسة جمعية تناهض العنف ضد الأطفال، في الوقت نفسه. في جزء كبير من الفيلم، يجد الإبن حمزة نفسه مرغما لمساعدة أمه، حيث ينزل للشارع ويشتغل كجامع للأزبال في مطرح للنفايات، لدى عصابة تستغل الأطفال لجمع متلاشيات وأزبال المدينة، مقابل ثمن بخس، وتعنيف جسدي ونفسي رهيب، وتتواصل الأحداث، لتصل إلى مشهد تتوسط فيه نائبة العصابة لدى سائحين فرنسيين، لتمكينهما من جسد ثلاثة فتيان، اثنين منهما رافقا السائحة فيما لم يكن نصيب حمزة بطل الفيلم رحيما وجالس السائح الفرنسي مقابل 200 درهم. إلا أن الحدث الأبرز في فيلم "رقصة الوحش"، وفظاعة المشهد تبقى حينما جلست الإبنة "زينب" أمام حاسوب "سيبير كافي"، تبحث عن سبب تأخر عادتها الشهرية، لتتفاجأ أنها حامل، وتتوجه إلى شاطئ البحر، حيث يلحق بها أخوها حمزة رفقة صديقتها، وينقلانها إلى المستشفى، لتصدم الأم بخبر حملها وهي التي كافحت من أجل رؤية ابنتها تنال أعلى الدرجات الدراسية. من جهة ثانية، يبدي الأب المدمن استغرابه من نبإ حمل ابنته ويتهم أخ صديقتها، ويطالب ابنته أن تبوح له وتكشف الحقيقة لتجيبه "ماعمر شي واحد مامسني"، حينها يدخل الشك والريبة لمفكرة الأب، الذي يبدأ في استرجاع تفاصيل ليلة عيد ميلاد ابنته الثامن عشر، ويعترف بفعلته الشنعاء "أنا مريض كيفاش يمكن ليا نخلط ما بين بنتي وولدي ومراتي في ليلة وحدة بحالي خاصو يموت يتنفى من هاد الدنيا".