قال عبد العزيز أفتاتي البرلماني عن حزب العدالة والتنمية بوجدة، إنه لا يمثل الأغلبية وليس ناطقا باسمها في الحكومة، وهو جزء من الأغلبية، مؤكدا أنه لا وجود لمرجعية دينية داخل الحكومة. وأضاف أفتاتي ل "شبكة اندلس الإخبارية"، أن حصيلة الحكومة "إيجابية"، لكنها ليست هي الحصيلة التي كانت منتظرة بعد ربيع الديمقراطية وربيع 20 فبراير، لكن الكل يعلم الأسباب في إعاقة هذه العملية الإصلاحية الجارية، والأمور ماضية إلى الأمام. واعتبر القيادي في البيجيدي، أن "التحول الذي يهم البلاد هو من أوزع لشباط الخروج من الحكومة"، داعيا المقاطعين من اليسار كحزبي الطليعة والاشتراكي الموحد، وكذا جماعة العدل والإحسان، إلى المشاركة في العملية السياسية. فيما يلي نص الحوار: - هناك من يرى أن أفتاتي هو سياسي الإثارة لا يختلف عن صحافة الإثارة؟ ما هو ردكم؟ هذه خزعبلات، عن أي إثارة تتحدث؟ ومن يرى ذلك فليشتغل على الدولة العميقة. فإذا اشتغلنا وجدنا أنفسنا في مشكلة وإن لم نشتغل وقعنا في مشكلة أخرى، وبذلك ما عدنا نعرف ما الذي يمكن أن نفعله، وسأنجز ما أراه يصب في المعقول وأنا غير مهتم البتة بتعليق الآخرين. - أنت تمثل الأغلبية في الحكومة، والمعارضة في جماعة وجدة، ألا تشعرون بانفصام الشخصية السياسية؟ وكيف تجمعون بين النقيضين؟ أنا لا أمثل الأغلبية ولست ناطقا باسمها في الحكومة وحزب العدالة والتنمية جزء من الأغلبية، ويمثلها الأستاذ بوانو والأستاذ ركبان وبالتالي لا علاقة لي بتمثيل هذه الأغلبية، وأنا مجرد برلماني مناضل. - تتحول دورات المجلس بوجدة إلى فرجة أشبه بالسيرك تتعالى الأصوات ويبدأ أحيانا السب والشتم وتبادل التهم، ما هو دوركم في تخليق النقاش والحوار الجماعي؟ غير صحيح تماما، جلسات مجلس الجماعة لوجدة مدرسة للتعلم بانتظام، والإعلام متتبع لذلك، ونحن نثير أشياء في العمق مرتبطة بتدبيرالجماعة بامتياز وذلك بكل علمية وموضوعية، وهو ما ينطبق على مجالس ترابية أخرى بها معارضة ليست من طينة العدالة والتنمية، وهذا بشهادة المتتبعين، وليس هناك أي تبادل للاتهامات، وأنا أُفعِّل النقاش بكل علمية وبمبادرات ومقترحات ترمي إلى الرفع من الإمكانيات والرفع من ميزانية الجماعة، ويدور النقاش دائما حول ميزانية الجماعة وعقاراتها ومرافقها التي توجد في وضعية غير مرضية بشهادة الموظفين والأطر المسيرين للعقارات. - هل استطاع المجلس بقيادة عمر احجيرة أن يحقق حصيلة إيجابية لمدينة وجدة؟ تقديرنا في هذا الشأن واضح بالحجج والبراهين وهو تقدير سلبي، وما ينجز بمدينة وجدة له علاقة باتفاقيات مع القطاعات الحكومية، فكيف يمكن الحديث عن مدينة دون الحديث عن التنمية بمواردها الخاصة، اللهم إن كانت هذه التنمية "بالتيمم"، ونحن نقدم مرافعات بمناسبة تقديم الميزانيات الثانوية وبمناسبة مناقشة الحسابات الإدارية طيلة ساعات وأيام. - هل ترون أن مهرجان الراي بوجدة يجب أن يستمر أو أن يتوقف؟ ولماذا؟ مهرجان الراي هو نموذج للمهرجانات التي لا علاقة للساكنة والمجتمع به، ومهرجان الساكنة هو المهرجان الذي ينشئه المواطن من الألف إلى الياء، والسياق الذي تنظم فيه هذه المهرجانات هو معروف سواء في الجهة الشرقية أو في المركز، وهي مهرجانات صنيعة السلطة ولا خلاف في ذلك، وتنتمي للعهد البائد عهد التسلط، وما يهمني هو ما هو نابع عن إرادة الجمعيات وإرادة الشعب. - باختصار كيف تقيمون الحصيلة الحكومية؟ هي حصيلة إيجابية، هناك عمل منتظم متدرج، وطبعا ليست هي الحصيلة التي كانت منتظرة بعد ربيع الديمقراطية وربيع 20 فبراير، لكن الكل يعلم الأسباب في إعاقة هذه العملية الإصلاحية الجارية، والأمور ماضية إلى الأمام. - تبدو الحكومة في نسختها الثانية جد هجينة تجمع بين أطياف سياسية بمرجعيات متناقضة، كيف تتعايش هذه الأطياف؟ أم أن المصلحة الحزبية الضيقة هي من تضمن الاستمرارية؟ ليست هناك مرجعية دينية داخل الحكومة، فالمرجعية الدينية هي للمجتمع كاملا، ولا أحد بالمغرب يتنصل من المرجعية الدينية بما فيه االنهج الديمقراطي. وحزب العدالة والتنمية له مرجعية إسلامية، وذلك لتمثله للقيم الإسلامية في تدبير الشأن الوطني، والمرجعية الدينية في المغرب هي مرجعية المرجعيات، وهي مشتركة لكل المغاربة. - أين وصل حزبكم في صراعه مع التماسيح والعفاريت؟ وهل بأمكانكم أن تدُلّوا القراء على تمساح أو عفريت واحد؟ هذا سؤال عليكم طرحه على بنكيران، ومن يشكك في التماسيح والعفاريت فلينظر ما حدث ويحدث في بعض الدول العربية، التي أصبحت فيها الاعتقالات بالآلاف والقتل بالآلاف وهذا ليس فلم كراكيز وإنما هو فيلم حقيقي مرعب، وهو مؤشر على أن هناك قوة نكوصية تحاول أن توقف مسار الإصلاحات، وهذا أمر لا تجادل فيه إلا القوى المستبدة. - في النسخة الأولى من الحكومة، هاجم حزبكم، التجمع الوطني للأحرار، واعتبره بؤرة من بؤر الفساد إلى درجة أن المواطنين اعتقدوأ أن التماسيح والعفاريت مختبئة داخل هذا الحزب، وفي النسخة الثانية أصبح حزب مزوار حزبا صديقا ورقما وازنا في الحكومة، المواطنون لم يفهموا هذا التحول، هل بالإمكان وبعيدا عن لغة الخشب أن توضحوا تحالف العدالة و التنمية مع حزب كنتم تعتبرونه من الأحزاب الداعمة للفساد في البلاد؟ حزب العدالة والتنمية كان له موقف سلبي من بعض الرموز داخل حزب التجمع الوطني الأحرار، والقوة النكوصية موجودة في الأحزاب المغربية جميعها وليس حزب الأحرار فقط، وهذا يفسر صناعة المؤتمرات وقيادات الأحزاب واالتحكم في أكثر من مؤتمر وطني لأكثر من حزب، وفبركة االقيادات وهذا من أجل تحصيل كائنات مناهضة للعملية الإصلاحية الجارية، والتحول الذي يهم البلاد هو من أوعز لشباط الخروج من الحكومة، وما يهم الوطن هو مشاركة الذين يقاطعون العملية السياسية كالطليعة والاشتراكي الموحد والعدل والإحسان. - يبدو أن حزبكم ضحّى بسعد الدين العثماني من أجل خطب ود الأحرار، لماذا كل هذه التضحية؟ ألا يحركها حب البقاء في السلطة؟ ليس هناك أي تضحية، والعثماني مناضل أينما وضعه الحزب فهو يشتغل ورهن إشارة الحزب، فالتحالف الجديد الذي اقتضى أن يحل حزب آخر بمنصب المسؤولية التي كان يتوالى العثماني خدمتها جعل هذا الأخير يغادر بكل أريحية. - شعاركم هو الحكامة الجيدة، لكنها لم تتجسد على أرض الواقع، فقد شوهدت غير ما مرة سيارات الدولة في الشواطئ تنقل أسر وعائلات المسؤولين، هل في هذا المجال ظهرت التماسيح والعفاريت أقوى منكم؟ شعارنا هو الانتهاء من الاستبداد، ولكي تعرفوا أنها تتجسد يمكنكم الإطلاع على أدوار الوزراء في السابق وخدمتهم للمصلحة العامة أم للمصلحة الفئوية، وسيتبين لك الفرق، وهناك وزراء راكموا ثروات فرعونية في أوقت قياسية، ولم يعد الآن استغلال المنصب بالطريقة التي كانت في السابق، بدليل أن قطاعات كانت توزع لهذا الغرض وهي معروفة لم تعد كذلك الآن. - لم تقتربوا من ورش التعليم ولم يتحمل أي مسؤول من البيجيدي الحقيبة الوزارية للتربية الوطنية وإنما منحت لشخصية تقنوقراطية، هل تخافون من أن يظهر فشل العدالة والتنمية في تسيير وإصلاح شأن التعليم؟ قطاع التعليم هو قطاع مهم كسائر القطاعات، وتمت مراعاة مجموعة من الإكراهات ولم يكن ممكنا أن يكون أحسن من هذا، لأنه ليكون أحسن من هذا لو نجحت الصيغة التي كان يقترحها العدالة والتنمية وهي التوسيع إلى أبعد مدى وهذا لم يتم، وحاليا لا يمكن تدبير أمورك بالشكل الذي تخطط له، وتحسين التعليم يتطلب وقتا لأنه إن تم تحسين التعليم ستحسم المساواة والعدالة الاجتماعية، والمدبرون لأمور البلاد يعرفون كيف يعيدون إنتاج نفس الوضعية التي يعيشها التعليم.