على بعد أيام من إقرار وزير الداخلية محمد حصاد، بفشل سياسة التدبير المفوض بعدد من المدن المغربية الكبرى، شن عبد اللطيف سودو، نائب رئيس الجماعة الحضرية لمدينة سلا، وعضو مجلس رقابة ستاريو، هجوما لاذعا على شركات التدبير المفوض لها قطاع الماء والكرباء وتطهير السائل، متهما إياها بالدخول إلى المغرب "من أجل الريع". وأكد سودو في تصريح خاص ل"شبكة أندلس الإخبارية"، أن "وقت الريع قد انتهى وجاء وقت المحاسبة وخدمة الصالح العام للمغاربة، لأن المواطنين يريدون خدمات جيدة في قطاع تدبير الماء والكهرباء وتطهير السائل"، مشددا على "أننا لسنا بحاجة لا إلى فرنسا ولا إلى بريطانيا لتدبر قطاعاتنا الحيوية". وقال المسؤول الجماعي بسلا، إن "هذه التجربة أبانت عن محدوديتها عندما نرى أن هناك استثمارات لم تنجز"، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن "مدينة سلا وهي ثاني مدينة في المغرب من ناحية السكان، لازالت لم تحصل على محطة للمعالجة الأولية للمياه العادمة، مع العلم أنه كان هناك التزام مع الشركة الفرنسية "فيوليا"، بأن تنجز منذ 10 سنوات". وأضاف سودو في السياق ذاته، أنه "بالتدبير المفوض لم نتمكن من إنجاز محطة المعالجة الأولية، وعدم إنجاز هذه المحطة يجعل المياه العادمة لسلا تبقى دون معالجة لتتأثر بها المدينة، ويتأثر بها أيضا مشروع تهيئة ضفتي أبي رقراق، لأنه من المشاريع التي تراهن على تطهير المحيط والساحل والأماكن العامة". وأوضح المتحدث أن "هناك استثمارات أخرى لم تنجزها ريضال التابعة لمجموعة "فيوليا"، حيث بلغت عدد المشاربع التي لم تنجز بعد بما يفوق مليار و500 درهم"، معتبرا أن عدم إنجاز هذه الاستثمارات كلها في العاصمة ب"غير المعقول". كما انتقد سودو "عدم احترام دفاتر التحملات والشورط التي تم الاتفاق عليها في العقد بالشكل المطلوب"، خاصة أنه "يتم تسجيل فياضانات في مجموعة من الأحياء، وهناك قنوات تحتاج إلى تجديد (قنوات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي)، بالإضافة إلى الحبال الكهربائية المتهالكة التي تتسبب في انقطاعات متكررة للكهرباء". وقال إن التجمع الحضري الرباط- سلا- تمارة، عرف ثلاثة تجارب كلها فاشلة، تخص النقل الحضري للحافلات، بحيث جاءت كبرى الشركات "فيوليا النقل" وتحملت مسؤولية تدبير هذا القطاع، وبدخولها أصبح للنقل السري 40 بالمائة من من النقل العمومي، الذي لم يكن بهذا الحجم، كما فشلت "فيوليا النظافة" هي الأخرى في تدبير قطاع النظافة، متسببة في كارثة بكل المقاييس، مما جعلنا في مدينة سلا نقوم بإلغاء الصفقة معها، والفشل الثالث ل"فيوليا البيئة". وأكد سودو أنه "بعد هذا الفشل الذريع في تدبير هذه القطاعات، أرادت فيوليا الفرنسية أن تبيع أسهمها لشركة "أكتيس"، التي تقدر بنصف مليار دولار، في حين أن هناك استثمارات لم تنجز، فرفضنا هذا المقترح، بأن تبيع "فيوليا" حصتها في ريضال لفائدة شركة بريطانية، دون أن تنجز الاستثمارات المتضمنة في عقدها، وقد طالبنا باسترداد العقد بالقانون". وقبل إعلان وزير الداخلية عن عودة تسيير هذا القطاع من طرف الجماعات الحضرية، كما هو الشأن بالرباط وطنجة وتطوان، قال سودو إن "الجماعة الحضرية لسلا كانت السباقة للمطالبة من لجنة تتبع ريضال بإمكانية اقتناء العقد"، حيث صادق مجلس مدينة سلا على هذا المقترح، حسب المتحدث "وتقدمنا به إلى رئيس السلطة المفوضة، لكن منذ ذلك الحين ونحن لازلنا ننتظر". وأشار المسؤول بجماعة سلا، إلى أنه تم إنجاز دراسة من طرف دورية خاصة، وأكدت أنه يمكن استرداد العقد من ريضال بمليار و200 مليون درهم، لكن السلطة المفوضة أنجزت دراستين، من طرف مصلحة الدائرة ولجنة من الولاية ووزارة الداخلية بهذا الشأن، فثبت أنه يمكن استرداده بأقل من 500 مليون درهم، ومن المنتظر أن تصوت على القرار باقي المجالس ونحن سنصادق عليه في الأسبوع المقبل، وسيتم إحداث مجموعة التجمعات الحضرية وإحداث شركة محلية لتدبير القطاع.