ذهب عدد من المتتبعين ممن شاهدوا تألق المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل، إلى أن بلوغه الدور الثاني لمنافسات كاس العالم، قد حطم الرقم القياسي للمنتخب الوطني المغربي، الذي كان بالمقابل سباقا لهذا الإنجاز خلال مشاركته في نهائيات مونديال ميكسيكو سنة 1986، ومنذ أن ذلك الوقت لم يتمكن الأسود من تجاوز الدور الأول رغم الإنجاز المهم الذي حققوه في مونديال فرنسا سنة 1998، وفي الوقت الذي استطاع فيه المنتخب الجزائري التأهل للمرة الرابعة إلى مونديال البرازيل 2014، لم يتمكن منتخب الأسود من بلوغ نهائيات هاته التظاهرة العالمية منذ سنوات، وهو الذي كان بالأمس القريب، قد خرق شباك ثعالب الصحراء برباعية نظيفة خلال التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات الكان 2012.. فما الذي حل بالمنتخب الوطني المغربي؟ وهل يمكن أن يكون الإنجاز المهم الذي حققه المنتخب الجزائري قد أنهى مشوار وتاريخ الكرة المغربية؟ نقاش يتداوله الشارع المغربي بقوة، لتحمله "أندلس" إلى المحللين المتخصصين لاستجلاء وجهات نظهرهم حول هذا الموضوع... بدر الدين الإدريسي : رغم بلوغ المنتخب الجزائري الدور الثاني للمونديال.. إلا أنه لا مجال للمقارنة بينه وبين المنتخب المغربي قال المحلل الرياضي بدر الدين الإدريسي: "إن تأهل المنتخب الجزائري إلى المونديال، ليس أمرا غريبا أو مفاجئا، خاصة وأنه سبق أن شارك وتألق في نهائيات مونديال إسبانيا سنة 1982، ورغم ذلك لا يمكن أن نعتبره قد أنهى مشوار تاريخ الكرة المغربية لمجرد أن بلغ الدور الثاني لأول مرة في تاريخه، صحيح أنه إنجاز مهم بالنظر إلى مستوى المنتخبات المشاركة في هذا العرس الكروي، لكن يظل من الخطأ أن نعتقد بهذا الأمر.."، مضيفا " لا ننسى ان المنتخب الجزائري الذي ينافس حاليا في المونديال، قد انهزم براعية نظيفة أمام المنتخب المغربي سنة 2011، وهو الفوز الذي أهلنا على حسابه إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012، يمكن أن أوضح هنا مسألة جوهرية جدا، كون ان المنتخب الجزائري تعامل بذكاء حين أعاد ترتيب أوراقه بالشكل الذي يجعله مستعدا في أفق مشاركته في مونديال 2014، وهو ما حدث بالفعل بعد ان قاده خليلوزيتش نحو خط تصاعدي، مستغلا الهفوات التي ارتكبها خلال التصفيات المؤهلة إلى الكان 2012.. بالمقابل وهذا مالا يشفع لنا، أن المنتخب المغربي اساء لمستواه، ولم يستغل تألقه كالذي ظهر به قبل نهائيات الكان 2012.."، وحول نظرته لمستقبل المنتخب الوطني مع الناخب بادو الزاكي، يقول بدر الدين الادريسي: " أعتقد أن بادو الزاكي بإمكانه أن يقود الاسود نحو الفوز باللقب، خصوصا وأن التظاهرة الإفريقية ستقام على أرض الوطن، وبالتالي فالظروف ستكون مناسبة كي يكون العامل المعنوي مؤهلا، كما أن ستة أو سبعة اشهر ستكون كافية كي ينافس على اللقب القاري لما لا، أعتقد أن النظام والعمل الجاد هو ما يحتاجه المنتخب الوطني كي يكون في صدارة المنتخبات، كما أن الاستقرار الذي اصبح ينعم به الطاقم التقني للمنتخب برفقة الأطر المغربية، سيكون له دورا إيجابيا في أفق مشاركاته المقبلة..". محمد النجمي : " المنتخب الجزائري محظوظ فقط ولا يمكن أن يرقى إلى تاريخ الكرة المغربية.. كعادته، خرج الإطار الوطني محمد النجمي بتصريح جريء ليدلي بموقفه المعارض إزاء هذا الموضوع قائلا: " أولا المنتخب الجزائري لا يمكن مقارنته بالمنتخب المغربي خاصة في هاته الظرفية التي تشهد ميلادا جديدا رفقة الناخب الوطني بادو الزاكي، اما المنتخب الجزائري فهو فريق حافظ على تشكيلته منذ ثلاث سنوات، بقيادة مدربه خليلوزيتش، هذا من جهة أما من جهة ثانية فثعالب الصحراء لحسن الحظ أوقعتهم القرعة في مجموعة ضعيفة جدا وفي المتناول، ويتعلق الأمر بكل من المنتخب البلجيكي، كوريا الجنوبية، والمنتخب الروسي، والذي بدا ضعيفا في هاته المشاركة، بسبب غياب عناصره الأساسية، وهو ما أكده المدرب"كابيلو"، حين اعترف بأن منتخبه لا يتشكل سوى منن لاعبي البطولة، وذلك في أفق تهييئهم للمشاركة في مونديال 2018 الذي سيقام بروسيا.."، مضيفا " الكرة الجزائرية لا تتوفر في رصيدها على ألقاب قارية باستثناء لقب إفريقي وحيد سنة 1990، بل حتى أن مستوى أنديتهم ضعيف جدا إذا ما قارناه بمستوى بطولتنا والألقاب التاريخية التي حققتها الفرق المغربية ..".