استأثرت تصريحات رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران بصرف مساعدات مباشرة لفقراء المغرب باهتمام الصحافة الدولية، حيث خصصت كبريات وكالات الأنباء والتلفزيونات العالمية حيزا مهما لهذا الإعلان. وقد ركزت وسائل الإعلام على وعد بنكيران بتقديم دعم نقدى مباشر للفقراء فى إطار إصلاح مزمع لنظام دعم السلع باهظة التكلفة، وذلك بعد أن فرضت حكومته التى يقودها الإسلاميون الأسبوع الماضى واحدة من أكثر الزيادات حدة فى بضع سنوات فى أسعار الوقود. وكان بنكيران قد الفقراء المغاربة إلى فتح حسابات مصرفية أو بريدية، لضمان الاستفادة من إصلاح نظام الدعم، وهو إحدى أكثر الخطوات الجريئة التى اتخذتها حكومته، التى يقودها منذ يناير حزب العدالة والتنمية، وهو حزب إسلامى معتدل ومعارض سابق. ولم يحدد بن كيران، خلال تصريحاته لقنوات تليفزيونية حكومية، إطارا زمنيا محددا لإتمام الإصلاح، مكتفيا بالقول بأنه قد يكتمل قبل موعد انتهاء فترة تكليف حكومته، الذى يحين أواخر 2016. وأكد بن كيران أنه «غير خائف» على شعبيته، لأن المغاربة عندما يدركون أنه لم يأخذ أى شىء لنفسه وأنه لا يتلاعب، فإنهم سيتفهمون قراره، مشيرا إلى أن الوضعية الاقتصادية الصعبة للمغرب هى التى دفعت إلى اتخاذ قرار الزيادة فى ثمن بعض المحروقات. كانت الحكومة المغربية قد أعلنت هذا الأسبوع، رفع أسعار المحروقات بنسبة 20% للبنزين و10% للجازولين، وتلا هذه الزيادة ارتفاع سعر البرميل على الصعيد العالمى، الذى وصل 118 دولارا فى السوق حاليا، بينما قالت مصادر إن الدولة تنوى إصدار قانون تمويل يستند إلى سعر 100 دولار لبرميل البرنت. كان المتحدث باسم الحكومة مصطفى الخلفى قال إن الدولة المغربية مازالت تدعم المشتقات النفطية بنسبة 65%، ويشكو صندوق التعويضات من هذا الدعم الذى يصفه بأنه «عبء كبير على موازنة الدولة». ويستورد المغرب الذى لا يمتلك موارد طاقة كل حاجاته من النفط تقريبا. فى نفس السياق، واجهت حكومة بن كيران، بعد 6 أشهر من تعيينها من قبل الملك محمد السادس، أزمة اجتماعية جعلت شعبيتها تتراجع لدى الموظفين وفئة عريضة من الطبقة الوسطى، حسبما أفاد عدد من المحللين فى الصحافة المغربية التى غطت على نطاق واسع قرار الزيادة فى أسعار المحروقات، وانتقد بن كيران هذه التحليلات، ورد بالقول: إذا كانت شعبية حزبى ستنهار خلال 6 أشهر أو قد لا تصمد حتى السنة المقبلة فلا معنى لها.