قال وزير المالية الإسباني كريستوبال مونتورو إن إسبانيا في حاجة إلى موافقة شركائها في منطقة اليورو على اتحاد مصرفي للخروج من أزمتها المالية، لكنه لم يوضح ما إن كان ذلك يشكل مساعدة مباشرة لبنوكها. وكانت فكرة إنشاء اتحاد مصرفي ظهرت الأسبوع الماضي من جانب المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي.
ويتطلب إنشاء اتحاد مصرفي الاكتتاب بشكل مشترك في الودائع المصرفية من جانب كل الدول الأعضاء السبع عشرة في منطقة اليورو، وابتكار برامج مشتركة للتعامل مع البنوك الفاشلة والاتفاق على إشراف مشترك. وفي مقابلة مع راديو أوندا سيرو بثت اليوم، قال مونتورو إن المبالغ التي يحتاج إليها القطاع المصرفي لإعادة رسملة نفسه ليست مرتفعة جدا وليست ضخمة، موضحا أن المسألة تتعلق بأسلوب تحقيق ذلك، "إذ من أين ستأتي الأموال"، وهذا هو السبب في الأهمية البالغة لتحرك المؤسسات الأوروبية بشكل موحد ومنسق. وأضاف أنه يجب اتخاذ قرار بشأن هذا الأمر خلال قمة الاتحاد الأوروبي القادمة يوميْ 28 و29 من الشهر الجاري. ويستمر الجدل بين الدول الأوروبية حول ما إن كان يجب أن يشمل إصلاح الاتحاد المصرفي تغيير إحدى قواعد عمل صندوق الإنقاذ الأوروبي الدائم، أو ما يعرف بآلية الاستقرار لمنطقة اليورو بما يسمح لها أن تقوم بإنقاذ البنوك مباشرة، دون الحاجة إلى الحصول على طلب إنقاذ رسمي من الحكومات.
وتجدر الإشارة إلى أن صندوق الإنقاذ الدائم سيبدأ العمل به اعتبارا من الأول من يوليو المقبل.
وأمس أبدت فرنسا -ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو- حرصها على إقناع شركائها الأوروبيين بتبني خطة تهدف إلى استخدام صندوق الإنقاذ الدائم لمساعدة البنوك المتعثرة، دون العودة إلى الحكومات، معتبرة أن من شأن ذلك طمأنة الأسواق بإمكانية احتواء أزمة ديونها السيادية المتفاقمة في أوروبا منذ نحو ثلاث سنوات.
أما ألمانيا -وهي أكبر اقتصاد في منطقة اليورو والمساهم الأكبر في صندوق الإنقاذ الدائم- فترفض حتى الآن أي استخدام لأموال الإنقاذ دون امتثال الدولة المعنية لبرنامج تقشف يفرضه الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وعن حاجة إسبانيا لبرنامج إنقاذ، أكد مونتورو موقف حكومته القائل إن إسبانيا ليست بحاجة لإنقاذ أوروبي كامل، يأتي ذلك رغم ارتفاع تكاليف القروض السيادية من الأسواق بشكل قياسي، واعتراف مدريد بمواجهتها مشكلة في الوصول إلى الأسواق. كما رفض مونتورو تلميحات مفادها أن ألمانيا تضغط على مدريد من أجل طلب مساعدة خارجية، قائلا "لا، ليس هذا هو الحال".