في ختام برنامج إحياء الذكرى الأولى للشهيد كمال عماري، وبالتزامن مع تاريخ وفاة الشهيد، نظمت بمدينة أسفي، يوم السبت 02 يونيو 2012، مسيرة حاشدة ضمت عشرات الآلاف من المواطنين، لبّوا فيها نداء المطالبة بالكشف عن الحقيقة ومحاكمة الجناة في حشد ذَكّر المشاركين بمسيرة جنازة الشهيد بكمّها وقوة تعبيرها. وتميزت المسيرة بحضور العديد من الفاعلين على المستوى الوطني، من بينهم الأستاذ محمد الحمداوي عضو مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، والدكتور مصطفى الريق عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية، والأستاذ أحمد أيت عمي عضو مجلس شورى الجماعة، والأستاذ محمد أغناج الحقوقي والمحامي وعضو هيئة دفاع الشهيد، والأستاذ أحمد الكتاني عضو المجلس القطري للدائرة السياسية، والعديد من الفعاليات المحلية الجمعوية والإعلامية، كما عرفت المسيرة مشاركة نسائية واسعة. وقد انطلقت المسيرة حوالي الساعة السادسة والنصف مساء من حي دار بوعودة، مسرح جريمة الاعتداء على الشهيد كمال رحمه الله، حيث رفعت لافتات باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنجليزية، اجتمع الرأي فيها على المطالبة بالإفراج عن التقرير الطبي (عائلة وأصدقاء الشهيد كمال عماري يطالبون بالإفراج عن التقرير الطبي) ومحاكمة الجناة (كمال عماري ضحية همجية المخزن – لا بديل عن محاكمة الجناة) وشجب التماطل في التعاطي مع ملف الشهيد (عام على قتلك يا كمال وقضيتك في أدراج المحكمة لا تزال). كما أكدت اللافتات المرفوعة على الوفاء للشهيد وقضيته العادلة (الشهيد كمال عماري – لن ننساك). وحضرت بقوة صور الشهيد ومجموعة من المطبوعات الداعية للوفاء لقضيته وشجب تلكؤ العدالة في الحسم فيها. وجابت المسيرة مجموعة من الأحياء، حي الزاوية مرورا بحي الكورس ثم حي وريدة وشارع المستشفى، رافعة شعارات قوية تحث على أتباع درب الشهيد على المطالبة بالحقيقة في قتله والإصرار على عدالة قضيته (الشهيد خلا وصية لا تنازل على القضية- الشهيد قتلتوه والتقرير خبيتوه– يا مخزن حذار كلنا عماري– يا شهيد ما ننساك... ). ورغم أن الذكرى كانت خاصة بالشهيد عماري وقضيته فلم تفت المشاركين الفرصة للتضامن مع الشعب السوري في محنته، وشجب مجزرة الحولة التي راح ضحيتها العديد من الأبرياء العُزّل. وكان الختم أمام مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس بكلمة للأستاذ محمد حمداوي، فصّل فيها الحديث حول قضية الشهيد، وبيّن همجية المخزن وما اقترفت يداه في حق كمال رحمه الله جراء التدخل الهمجي يوم 29 ماي 2012، كما بين التماطل الفاضح في التعامل مع الملف رغم بيان حقيقته للجميع، وأكد الأستاذ حمداوي الاستعداد الكامل لخوض أشكال نضالية أكبر إن لم تصل الرسالة إلى من يُهمه الأمر، كما عبر عن التضامن اللامشروط مع الثورة السورية التي تعيش تحت وطأة نظام الأسد المستبد.