تعتزم السلطات المصرية اللجوء إلى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" لاتخاذ إجراءات قانونية ضد بكين، على خلفية تشييد نسخة طبق الأصل في الصين من تمثال أبو الهول. واستنكر وزير الآثار المصري، محمد إبراهيم، تلك الخطوة التي اقدمت عليها الصين، وهدد برفع شكوى إلى "يونسكو" لإيضاح مدى الضرر الذي يلحقه التمثال الصيني بالتراث الثقافي لمصر. وشيد المجسم بالحجم الطبيعي لتمثال أبو الهول في متنزه يجري بناؤه على مساحة كيلومترين مربعين في قرية على مسافة أربع ساعات من بكين، ويتوقع أن يكون المتنزه موقعا لإنتاج أفلام وبرامج تلفزيونية. وأكد إبراهيم في بيان إنه سيخاطب مندوب مصر الدائم لدى "يونسكو" لاتخاذ الإجراءات الخاصة بإطلاع الأعضاء الدائمين بالمنظمة "على حجم الضرر الواقع على التراث الإنساني المصري..". وقال إن هذا الضرر بتمثل "في ما فعلته إحدى الجهات الصينية بتشييد تمثال محاك لتمثال أبو الهول.. وبصورة مشوهة لمقاييس وسمات التمثال الأصلي"، المسجل في قائمة التراث العالمي. وأضاف إبراهيم أنه سيطالب منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة بتطبيق اتفاقيتها الموقعة عام 1972 والخاصة بحماية التراث الثقافي والطبيعي ضد هذه الخطوة التي أقدمت عليها إحدى الجهات الصينية. وتنص الفقرة السادسة من الاتفاقية على أن تتعهد الدول الموقعة على "ألا تتخذ متعمدة أي إجراء من شأنه إلحاق الضرر بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالتراث الثقافي والطبيعي، والواقع في أقاليم الدول الأخرى الموقعة على هذه الاتفاقية". وقال وزير الآثار إنه، طبقا للفقرة السادسة، ستتم مخاطبة المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة، إيرينا بوكوفا، لاطلاعها على أن إعادة استنساخ تمثال أبو الهول "يلحق ضررا بالتراث الثقافي لمصر..". وتمثال أبو الهول، الذي نحت في صخرة بمنطقة الأهرام، يمثل مخلوقا أسطوريا يجمع بين الحكمة والقوة، فهو برأس إنسان وجسم أسد ويبلغ طوله 73.5 متر وارتفاعه 20 مترا وعرضه 6 أمتار. ويرجح أن وجه التمثال يشبه وجه الملك خفرع، وأنه نحت في عصره في الأسرة الرابعة (نحو 2613-2494 قبل الميلاد)، والاسم المصري القديم لأبو الهول "حورس في الأفق".