طريقة ذكية ومبدعة تلك التي ابتكرتها وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA، عبر نشرها تغريدات وصفت بالغامضة على حساباتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لكنا تحمل في طياتها اختبارات ومفاجآت للباحثين عن وظيفة. وظل "لغز" التغريدات المكونة من أحرف عشوائية عبر حساب وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA متواصلا، قبل أن تنكشف حقيقته، ويتضح أن الأمر يتعلق ب "حروف مشفرة" موجهة أساسا للباحثين عن عمل، حيث أنهم إذا ما استطاعوا حل "الشفرة" والتعرف على دلالات التغريدات، فتكون تلك أولى خطواتهم نحو الحصول على وظيفة في الوكالة. وتلقى الآلاف من المشتركين في حسابات الوكالة على شبكات التواصل الاجتماعي، تغريدات تتضمن حروف وإشارات بشكل مبعثر، تثير الانتباه، ما دفع البعض إلى التعليق بالقول إن هناك أخطاء في كتابة بعض الكلمات، أو القول بأنها رسالة للجواسيس، وصولا إلى توقع أمور غير معقولة، مثل أنها من كتابة قطة كانت تسير على لوحة المفاتيح، دون أن يعلموا أن الأمر يتعلق ب "فرصة عمل" غريبة وذكية في نظر كثيرين. وقد اتضحت حقيقة الموضوع، بفضل تدخل متخصصين في عالم الانترنيت وعمليات القرصنة، حيث تمكنوا من فك "شفرة" الكلمات عبر برامج خاصة، حيث تم الكشف مثلا عن أن بعض العبارات تعني ما يلي : "تنبيه إلى كل من يريد العمل بمجال فك الشيفرات.. هل تريد معرفة ما هو المطلوب للعمل لدينا؟ تابعنا كل يوم اثنين في شهر مايو الجاري لاستطلاع الفرص المتاحة من أجل حماية بلدنا." وتهدف المبادرة من طرف وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA، إلى توظيف أفضل وأذكى العناصر التي يمكنها أن تتفاعل بسرعة وذكاء، وفق ما يتطلبه عمل وكالات الاستخبارات.