تعتبر حادثة طرد الصحفية خديجة الرحالي من قبة البرلمان من طرف الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، حادثة غريبة ومستنكرة بكل المقاييس، سيما أن الحكومة مافتئت تلقي الدروس يمينا وشمالا في احترام المؤسسات وتطبيق القانون وتذكيرنا بأن مغرب مابعد دستور 2011 ليس المغرب الذي كنا نعرف، فتجرئ السيد الحبيب الشوباني وطرد صحفية من مؤسسة عمومية بسبب لباسها ''الغير محتشم'' والذي أثار الوزير وأفقده صوابه، رغم أن هذا الشأن بعيد عن وزير مكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، إلا إن أراد أن نضيف له مديرية جديدة للوزارة نسميها مديرية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وآنذاك له كامل الصلاحية في إصدار فتاويه في ما يجب أن يلبس في قبة البر لمان وما لا يجوز. سيدي الشوباني بتخلاطك لعرارم والفرزيات التي بدت من تصرفك يوم الجمعة مع الصحفية خديجة الرحالي سأعود بك إلى الماضي قليلا ونسترجع معكم حوادث وقعت ونستقرأها علنا نجد هل هناك أوجه تشابه كانت تفرض منكم أن تتكلم وتدلي بيدك فيها كما فعلت مع الصحفية أم لا ؟ باعتبارك سيدي الوزير مكلف بالعلاقات مع البرلمان أين كانت سيادتكم عندما تم تعنيف برلماني من طرف قوات عمومية بالعاصمة الرباط، أين أنتم من الحشمة القانونية والهيبة التي يجب أن تكون مصانة لممثل للشعب ومهابة البرلمان التي داست عليها بروتكانات القوات المساعدة،لم نسمع لك كلمة ولا سمعنا عن أيديكم تحركت وكتبت استقالة بعد إهانة أحد ممثلي الأمة، لماذا لم تأخذ حق زميلك في الحزب بيدك كما فعلتم مع الصحفية، فتغيير المنكر والصدع بالنصيحة لايجب أن تكون خاضعة للتمييز. أين كنتم سيدي الوزير عندما تعرى برلماني على الهواء مباشرة من داخل المؤسسة التشريعية، وهدد الآداب العامة والحشمة التي يجب أن يتصف بها سكان البرلمان المحترمين، ويكونوا قدوة للشعب، أين كانت شجاعتكم سيدي الشوباني أنداك، هذا من جهة ومن جهة أخرى، باعتباركم سيدي وزير مكلف بالمجتمع المدني، ماذا فعلتم عندما تم استدعاء شاذ جنسي إلى إحياء سهرة على خشبة موازين، لم نسمع لكم كلمة أو تصريح يدين هذا السلوك المخل بسمعة المغاربة ويخدش الحياء، علما أن المهرجان تسهر على تنظيمه جمعية تدخل ضمن اختصاصات الوزير المكلف بالمجتمع المدني، الاولى أن تتكلم وتتحرك في قضية مثل هذه، خصوصا وأنكم سنوات في المعارضة تنادون بإيقاف هذا المهرجان، لم أكن أظن بأن السلطة يمكن أن تجعل الإنسان يقول الشيء ويفعل نقيضه في ظرف شهور من دخوله الحكومة ويبيع مبادئه ويبلع لسانه بسرعة البرق، ولم نعد نسمع للسيدة بسيمة الحقاوي أي صوت، ولم نسمع أفتاتي وبوانو والمقرئ أبو زيد وامحمد الهلالي والخلفي وابن كيران، ولم نسمع أو نرى جرأتكم على النهي عن المنكر عندما حضرت شاكيرا إلى موازين ولبست ملابس غير محتشمة ومع ذلك أكرمناها ببضع ملايين، لم تطردها من الرباط كما طردت خديجة الرحالي، ولم نسمع للوزارة المكلفة بالبرلمان والمجتمع المدني والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي تحرك عندما صعدت جيسي جي بتبانها الأبيض الناصع تستعرض عضلاتها وتضاريس جسمها بتقنية HD،أين كان عنفوانك وغيرتك على الحشمة والعفة، ألم تستعرض جيسي عضلاتها بالمباشر على قناة 2M، ولم تبقى حبيسة ردهات المؤسسة التشريعية ولم تشوش على حياء البرلمانيين فقط بل اقتحمت حرمة المنازل عبر شاشة التلفاز، ومع ذلك لم نسمع لغزواتك وفتاويك أي حركة. ننتقل بك سيدي الوزير من خشبة موازين وأهازيجها إلى البساط الأحمر لمهرجان مراكش وجاذبية الفن السابع،لنستعرض مشاهد وسلوكات ستبقى راسخة في مخيلة ذاك البساط من ملابس الفنانات الكاسيات/العاريات، غاية في الحشمة والوقار وقبلات خمس نجوم أمام الكاميرات...أين هي الحشمة في شاشات التلفاز العمومية التابعة لصديقك في الحزب التي تبث هذه الكارثة الأخلاقية، وأما المسلسلات المكسيكية والتركية والمشاهد المخلة بالحياء والحشمة التي لاتعد ولا تحصى و أغاني وبرامج كم ناديتم بعدم بثها يامات تزعريط المعارضة، أصبحتم اليوم تغضون الظرف عنها بعدما تيقنتم أن دار المخزن والعمل بداخلها ليس بالسهولة التي كنتم تتوقعونها. كان الأولى في فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن تكتفوا من شراء الأفلام والمسلسلات المدبلجة من شركة ليهودي تنفث سموم لغوية خطيرة جدا ورداءة في الدبلجة، وفحوى الأفلام الخالي من أي صور جمالية فنية، سوى خردة من المسلسلات والأفلام الغرامية البالية، التي أصبحت تهدد كنه المجتمع نظرا لما تروج له من ربط علاقات غرامية والتشجيع على الفساد والتسويق لأنماط غريبة ودخيلة من قصات الشعر والملابس وتشجيع الفتيات الصغيرات على التعري ... فالشجاعة السياسية الحقة تكون بوضع الأصبع على الداء والتأشير للفساد بشكل مباشر دون لف ودوران وليس الذهاب إلى الحيط لقصير دائما ونعلق عليه أخطائنا، وإن كانت سيدي الوزير هذه الحوادث لم تحرك فيك حبك في تغيير المنكر وحث الآخرين عن الحشمة والاحترام، وإنجاز البرنامج الانتخابي الذي يتوعد الفساد والمفسدين ،فلا يسعنا سوى الحسبلة وترديد اللطيف إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. يوسف أريدال