من المرتقب أن تعرف مدينة الدارالبيضاء نهاية هذا الأسبوع حالة غير مسبوقة بسبب مباراة كرة القدم التي ستجمع بين الفريقين المحليين الرجاء والوداد اليوم الأحد إلى جانب المسيرات الإحتجاجية التي ستنزل إلى الشارع في نفس اليوم احتجاجا على سياسات الحكومة فيما يخص المطالب المجتمعية، وذلك بدعوة من النقابات المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل والكونفيدرالية الديموقراطية للشغل والفيدرالية الديموقراطية للشغل. وسيرافق هذه الأحداث كما جرت العادة إنزالات أمنية مكثفة بالمدينة تجنبا لكل حادث يمكن أن يقع خصوصا بسبب الديربي الذي عادة ما ينتهي بمواجهات بين أنصار الفريقين، وحسب ما أوردت مصادر مطلعة فإن السلطات قامت بتجنيد 5000 عنصر أمني لتأمين الديربي والمسيرات النقابية. النقابات المركزية تدعوا إلى احتلال شوارع البيضاء فقد دعت النقابات المركزية إلى خوض مسيرات سلمية بالعاصمة الإقتصادية الدارالبيضاء، احتجاجا على القرارات الحكومية التي تمس الجانب الإجتماعي للمواطنين وكذلك للمطالبة برفع الأجور وتطبيق مدونة الشغل. واعتبر الميلودي مخاريق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل في تصريحات منسوبة له، أن حكومة بنكيران "تتلكأ" مما تسبب في توقف التقدم الذي كانت النقابات قد بدأته مع حكومات كل من ادريس جطو وعباس الفاسي، عبر الحوار الإجتماعي الذي خرج بمدونتي الشغل والتغطية الصحية واتفاق 26 أبريل. 18 نقابة تنضم إلى مسيرة يوم الأحد قررت 18 نقابة تابعة لاتحاد النقابات المستقلة بالمغرب الإنضمام للمسيرة الإحتجاجية التي دعت إليها المركزيات النقابية، وذلك عقب اجتماع المكتب الوطني للاتحاد، الذي عزى هذا القرار إلى الاحتقان الذي يكتنف صفوف الشغيلة المغربية بسبب الإختيارات الاشعبية للحكومة، وقال جمال خبولي عضو المكتب الوطني للاتحاد أن المصلحة العليا للطبقة الشغيلة أملت ضرورة الانضمام للمسيرة التي دعت إليها نقابات لا يتفق معها الاتحاد في كثير من الآراء. كما اتهم الاتحاد حكومة العدالة والتنمية بالتنكر لوعودها الانتخابية. رد ناعم من رئيس الحكومة من جهته قال عبد الإله بنكيران أنه ليس ضد النقابات التي دعت إلى الإضراب ولن يعاديها مؤكدا أنه لن يمارس السياسة بمنطق الرياضيات ولن يستغل صلاحياته ليقوم بما يريد، وجاء ذلك خلال الاجتماع التقييمي الذي أجري يوم أمس الجمعة مع الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية بمناسبة انقضاء نصف الولاية التشريعية، بنكيران لم يخفي استغرابه من قرار إعلان الإضراب في هذا الوقت بالذات معتبرا أن النقابات كان يمكن أن تعلن مطالبها في عيد الشغل (فاتح ماي) الذي لم تعد تفصلنا عنه سوى أيام قليلة. ديربي البيضاء..لقاء الجبابرة تزامنا مع المسيرات الاحتجاجية، وبالضبط على مركب محمد الخامس، ستقام مباراة القمة التي ستجمع ما بين قطبي الكرة البيضاوية الرجاء والوداد، وكما هو معلوم فإن مثل هذه المناسبة لا تمر مرور الكرام، إذ تسبق المباراة وتتبعها مجموعة من أعمال الشغب التي يكون أبطالها أفراد من جمهور الفريقين، مما يشكل هاجسا لدى السلطات المحلية ويدفعها لمقاربة أمنية خاصة بهدف التصدي لكل سلوك من شأنه الإخلال بالأمن العام. 5 آلاف رجل أمن لتأمين المسيرة والديربي المديرية العامة للأمن الوطني ونظرا لنقص الموارد البشرية بمدينة الدارالبيضاء، أرسلت تعزيزات أمنية لولاية الأمن بالعاصمة الاقتصادية من أجل تأمين الديربي البيضاوي الذي يتزامن مع المسيرات الاحتجاجية والزيارة الملكية. وقضت التعليمات برفع درجة اليقظة والتأهب وتكثيف الحملات التمشيطية بالنقط السوداء كما تم تنصيب نقط تفتيش جديدة بمختلف مداخل المدينة (باراجات) بهدف التحقق من هوية الوافدين. وحسب مصادر إعلامية فإن عددا مهما من عناصر قوات التدخل السريع انتقلت إلى مدينة الدارالبيضاء من أجل المساعدة إلى جانب مئات من العناصر القادمة من المعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة.