رفض الغرب وفي مقدمته الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي بشكل موحد الاستفتاء حول انضمام شبه جزيرة القرم ذاتية الحكم إلى روسيا، مؤكدا رغبته في تطبيق عقوبات على موسكو حال عدم التخلي عن هذه الفكرة. وايد 95.7% من سكان القرم عقب فرز 75% من اوراق الاقتراع الانضمام إلى الاتحاد الروسي، بينما دعم 3.2% منح شبه الجزيرة مزيد من الاستقلال في اطار أوكرانيا. وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه لن يعترف بنتيجة الاستفتاء حول انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، مطالبا موسكو بسحب قواتها من شبه الجزيرة ذاتية الحكم، ومدافعا عن إيجاد حل دبلوماسي للنزاع. وذكر رئيسا المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو والمجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي في بيان مشترك "الاستفتاء غير قانوني وغير شرعي ولن نعترف بنتيجته". وأوضح باروزو وفان رومبي أن الدول ال28 الأعضاء في الاتحاد يعتبرون إجراء الاستفتاء "مناقض للدستور الأوكراني والقانون الدولي". وأفادا بأن الحل الوحيد لأزمة القرم يتم عبر "العمليات الدبلوماسية"، ويجب أن يتضمن "محادثات مباشرة" بين موسكو وكييف. بينما اعتبر رئيس البرلمان الاوروبي مارتين شولز الاستفتاء "غير شرعي وغير قانوني"، مدينا الهجوم العسكري الروسي في هذه المنطقة ذاتية الحكم. من جانبها، رفضت بريطانيا الاستفتاء، معتبرة اياه بمثابة "مهزلة". وذكر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج في تصريحات لوسائل الاعلام البريطانية ببروكسل حيث سيجتمع مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي ان روسيا يجب ان تواجه "عواقب اقتصادية وسياسية" بسبب انتهاك سيادة وتكمل اراضي أوكرانيا. وقال هيج ان الاستفتاء ليس ممارسة شرعية للديمقراطية. وأوضح ان "بريطانيا لن تعترف بالاستفتاء او نتيجته مثل معظم المجتمع الدولي". وأضاف "اطالب روسيا باجراء حوار مع أوكرانيا والمجتمع الدولي لحل هذه الازمة عبر الديمقراطية وبموجب القانون الدولي" وتفادي تدهور الوضع باجراءات "احادية ومستفزة". بينما أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "عدم شرعية" الاستفتاء وخاصة لاجراءه تحت ما وصفه ب"تهديد قوات الاحتلال" الروسية، مطالبا باتخاذ اجراءات فورية لتفادي "تصعيد غير مجد وخطير في أوكرانيا". وذكر فابيوس في بيان نقلته وزارته "روسيا تتحمل مسئوليات خاصة على الساحة الدولية باعتبارها عضو دائم في مجلس الامن الدولي ويجب ان تعترف بسيادة وتكامل اراضي أوكرانيا". وأكد وزير الخارجية موقف بلاده وشركائه الاوروبيين بخصوص اعتبار استفتاء القرم للانفصال عن أوكرانيا "غير قانوني ومناهض للدستور الاوكراني". وأوضح ان الاستفتاء "اجري تحت تهديد قوات الاحتلال الروسية". وطالب روسيا ب"اتخاذ اجراءات فورية تسمح بتفادي تصعيد غير مجدي وخطير في أوكرانيا". ويشارك فابيوس اليوم في اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي محوره الاستفتاء في القرم. في حين أكد وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير ان الاتحاد الاوروبي سيقدم "ردا واضحا" على الاستفتاء، محذرا من ان الوضع الناجم "خطير للغاية". ويتوقع ان يقر وزراء خارجية الدول الاعضاء مجموعة عقوبات وخاصة على قائمة من الشخصيات الروسية. وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لنظيره الروسي سيرجي لافروف موقف الولاياتالمتحدة الرافض للاعتراف بنتيجة الاستفتاء. وخلال محادثة هاتفية بين الجانبين، شدد كيري على أن بلاده تعتبر الاستفتاء "غير شرعي"، وذلك في بيان صادر عن الإدارة الأمريكية. كما نقل كيري للافروف قلقه إزاء الأنشطة العسكرية لروسيا في الأراضي الأوكرانية، مضيفا أن "الأزمة لن تحل إلا بشكل سياسي". وأيد وزير الخارجية الأمريكي "التوسع في عملية الاصلإح الدستوري" في أوكرانيا، ودعا موسكو لدعمها لما تتضمنه من "حقوق للأقليات". في المقابل طلب وزير الخارجية الروسي من نظيره الأمريكي أن تمارس الولاياتالمتحدة تأثيرها على حكومة أوكرانيا لإنهاء التعسف الذي يمارس ضد الناطقين بالروسية في الأقاليم الواقعة بشرق البلاد. وأكد المسئول أن موسكو ترى أن الاستفتاء الذي تجريه جمهورية شبه جزيرة القرم يعد شرعيا، على الرغم من أن كييف وأغلب المجتمع الدولي لا يؤمنون بقانونية هذا الإجراء. وكان نائب رئيس وزراء القرم رستم ترميرهاليف قد توقع أن التدخل الروسي لن يتوقف عند شبه الجزيرة بل سيتمد إلى أقاليم بشرق أوكرانيا، حيث تزداد الدعاوى الانفصالية من قبل الأغلبية المنحدرة من أصول روسية. وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في وقت سابق ان الاتحاد الاوروبي لن يعترف بالاستفتاء لانه يرى انه يخالف القانون الاوكراني والدولي. وشهدت القرم، التي يفترض أنها تابعة لأوكرانيا، استفتاء حول عودة انضمامها لروسيا، وذلك على خلفية تدهور العلاقات بين كييف وموسكو، عقب إقالة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش واستحواذ المعارضة على السلطة، وتدخل روسيا عسكريا في شبه الجزيرة التي تقطنها أغلبية ناطقة بالروسية.