أثار تزامن تحريك ملف المساءلة القضائية بفرنسا ضد الشخصية الأمنية رقم واحد بالمغرب، عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لمراقبة التراب الوطني، بشأن مزاعم بتعذيب نشطاء صحراويين، مع التحرك الدبلوماسي الكبير الذي دشنه العاهل المغربي الملك محمد السادس بإفريقيا وكذا قدرته على لعب دور الوسيط لحل واحدة من أكثر الأزمات الأمنية تعقيدا بمنطقة الساحل وهي الأزمة المالية التي استعصى على فرنسا حلها، الكثير من علامات الاستفهام. واستغرب العديد من المتتبعين للعلاقات المغربية-الفرنسية في إفادات ل"شبكة أندلس الإخبارية"، السرعة التي تحركت بها بعض الأطراف داخل أجهزة الدولة الفرنسية لتعكير جو الود والتفاهم بين البلدين بشأن دعوى قضائية ضد الدولة المغربية رفعتها إحدى الجمعيات المسيحية، واختيار هذا التوقيت بالذات تزامنا مع زيارة تاريخية للعاهل المغربي في منطقة "النفوذ التاريخي لفرنسا بإفريقيا" أي مستعمراتها السابقة بمنطقة الساحل وإفريقيا الغربية. وذكرت مصادر مطلعة ل"شبكة أندلس الإخبارية" أن اسم عبد اللطيف الحموشي لم يكن موجودا في الدعوى الأصلية التي رفعتها المواطنة الفرنسية إيلين لوغاي، زوجة الصحراوي نعمة الأصفاري، المنسق الرئيسي لأحداث أكديم إزيك الدامية بالعيون والتي ذهب ضحيتها 12 فردا من عناصر الأمن المغربي في شهر نونبر من سنة 2010، تتهم فيها السلطات المغربية باعتراف زوجها بالجرائم التي ارتكبها تحت التعذيب. وأفادت ذات المصادر أن سبعة عناصر من الأمن الفرنسي توجهت للسفارة المغربية بباريس لإخبار السلطات المغربية أن عبد الطيف الحموشي، الذي كان قد غادر وقتها التراب الفرنسي، مدعو للمثول أمام قاضي التحقيق بشأن هذه الدعوى القضائية ضد الدولة المغربية. من جهة أخرى، أكد رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، عبد الرحيم المنار اسليمي، أن تحرك جمعية فرنسية "مغمورة" بسرعة حول مزاعم بالتورط في ممارسة التعذيب بالمغرب، يوضح أن الجزائر والبوليساريو تستعملان كل الوسائل للتغطية على نجاح الدبلوماسية المغربية." واعتبر اسليمي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المغربية، أن الترويج لهذه الوقائع المزعومة يتصادف مع النجاح الذي تحققه الدبلوماسية المغربية من خلال الزيارة الملكية الحالية لأربع دول إفريقية، مقابل فشل الجزائر وقيادة "البوليساريو" في التشويش عليه بطرق مختلفة منها محاولات التسلل وخلق البلبلة في مالي قبل الزيارة الملكية. وخلص المحلل ذاته إلى أن "الأمر يتعلق بمحاولة جديدة تحمل بصمات جبهة البوليساريو والجزائر، وتشكل بداية لتوجيه الإعلام الفرنسي بعد أن أصبح الرأي العام العالمي لا يثق في بعض وسائل الإعلام الاسبانية المتخصصة في الترويج لهذا النوع من المزاعم".