اعتبر رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، منار السليمي، أن تحرك جمعية فرنسية «مغمورة» بسرعة في هذه المرحلة للمطالبة بالاستماع إلى المدير العام لمديرية مراقبة التراب الوطني حول مزاعم بالتورط في ممارسة التعذيب بالمغرب، يوضح أن الجزائر و«البوليساريو» تستعملان كل الوسائل للتغطية على نجاح الدبلوماسية المغربية. وأوضح السليمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الترويج لهذه الوقائع المزعومة يتصادف مع النجاح الذي تحققه الدبلوماسية المغربية من خلال الزيارة الملكية الحالية لأربع دول إفريقية، مقابل فشل الجزائر وقيادة "البوليساريو" في التشويش عليه بطرق مختلفة منها محاولات التسلل وخلق البلبلة في مالي قبل الزيارة الملكية. وأضاف أن السرعة التي تناقلت بها بعض وسائل إعلام "البوليساريو" وإذاعات ومواقع إعلامية جزائرية الخبر في نفس اللحظة التي نقلته فيها وكالة الأنباء الفرنسية، يعني "أننا أمام خبر معد له سلفا، وبتنسيق بين أطراف من داخل فرنسا وخارجها". وأشار إلى أن الترويج لهذا الخبر يأتي في وقت ما زالت وسائل الإعلام تتناقل فيه حدث قتل صحراويين من ساكنة مخيمات تندوف من طرف الجيش الجزائري والاحتجاجات العارمة التي تشهدها هذه المخيمات، موضحا أن جمع قضايا مختلفة سبق للقضاء أن بت فيها (جرائم "النعمة اسفاري" وجرائم مخدرات "عادل لمطالسي" وغيره) وتحويلها إلى قضايا حقوقية، ودفع جمعية مدنية مغمورة لتقديم شكاوى، أمور تأتي أيضا بعد التقرير الإيجابي الذي قدمه المقرر الأممي الخاص المعني بمناهضة التعذيب بعد زيارته للمغرب. وأبرز السليمي أن الأمر يتعلق في واقع الأمر بمحاولة جديدة تحمل بصمات "البوليساريو" والجزائر، وتشكل بداية لتوجيه الإعلام الفرنسي، "بعد أن أصبح الرأي العام العالمي لا يثق في بعض وسائل الإعلام الاسبانية المتخصصة في الترويج لهذا النوع من المزاعم". وخلص رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات إلى أن هذه المحاولة تشكل ورقة خاسرة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة، داعيا إلى جمع قرائن مضبوطة لتنبيه الفرنسيين لهذا النوع من المزاعم التي تسيء بالدرجة الأولى إلى دولة فرنسا وتنظيمات المجتمع المدني الفرنسي.