ندد المعتقلون الإسلاميون بسجن آيت ملول بأكادير بما أسموه "تضييقات واستفززات ومصادرة الحقوق بما في ذلك المادية منها والمتعلّقة بأغراض شخصية تخصّ المعتقلين الإسلاميين المرحّلين إلى سجون بعيدة جدا عن عائلاتهم"، متهمين مدير السجن عبد الكبير الصوفي منبل بمعاقبة كل من أراد الاحتجاج بما في ذلك معتقلي الحق العام بتلفيق الاتهامات وإعداد التقارير الكاذبة للإدارة المركزية ضدهم جميعا مع إشاعة جو من الرعب والخوف وسط كل المعتقلين. وفي بيان للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، توصلت "شبكة أندلس الإخبارية" بنسخة منه، أكد المتضررون أن "سجناء أفنوا عمرهم في خدمة المؤسسة يجدون أنفسهم بين عشية وضحاها يعاقبون بجرم لم يقترفوه ، و في الآن ذاته هناك سجناء يتوفرون على ممنوعات ويحظون بمعاملة خاصة ولا يتعرضون لأي إجراء تأديبي". فمازال المعتقلون الإسلاميون بسجن آيت ملول بأكادير، حسب ذات البيان، يعانون الأمرين وذلك جراء ترحيل بعضهم إلى عدة سجون بعيدة، وتوزيع ما تبقى منهم في أحياء سجن آيت ملول وسط سجناء الحق العام وكان ذلك بتاريخ 05/07/2013 وهو ما يعد عقابا جماعيا لحوالي 26 معتقلا إسلاميا وعائلاتهم جراء إبعادهم عن ذويهم خلافا لما تنص عليه المادة 55 من قانون 23/98 المنظم للمؤسسات السجنية (إن التدابير التأديبية تكون شخصية ولا يمكن إصدار تدابير تأديبية جماعية ). وقد كان العقاب ماديا ومعنويا : فماديا عن طريق الضرب والسب خاصة في حق السجناء المرحلين مع مصادرة كل أغراضهم من أجهزة التلفاز و TNT وثلاجتين إضافة إلى ساعات وأشياء ثمينة ، لم تسلم لعائلاتهم ولم يتم تعويضها بل أخذها الموظفون بدون وجه حق خلافا لما هو منصوص عليه في المادة 109 من قانون 23/98 من تعويض المعتقلين آو ذويهم في حال ضياع أي شيء تكلفت المؤسسة بالاحتفاظ به . أما العقاب المعنوي فالأشد منه كان من نصيب المعتقلين الإسلاميين المتبقيين والذين تم توزيعهم وسط الحق العام ، حيث تعرضوا لشتى أنواع الابتزاز والاستفزازات والتشفي من بعض الموظفين وكذا تحريض سجناء الحق العام ضدهم . وهذا الأسلوب ليس غريبا على مدير المؤسسة عبد الكبير الصوفي الذي يحفل تاريخه بالانتهاكات في السجون التي مر بها . و هنا لا بد من الإشارة أن معتقلي السلفية الجهادية بآيت ملول بأكادير قد عاشوا وتعايشوا مع ثماني مدراء سابقين لمدة عشر سنوات دون حوادث تذكر وقد كانوا دائما يحلون خلافاتهم مع الإدارة عن طريق الحوار . وسمعتهم جيدة لدى السجناء والموظفين على حد سواء . لكن المدير الحالي لا يؤمن بالحوار ولا يعرف أسلوبا آخر سوى العقاب الجماعي والقمع ، حيث أن أسلوبه ينهل من سنوات الجمر والرصاص . هذا المدير بعد أن تخلص من معتقلي السلفية الجهادية أصبح يعمم هذا الأسلوب على سجناء الحق العام حتى أصبح يلقبونه ب " مسيو رولي " إذ أنه بمجرد صدور مخالفة بسيطة من سجين وبدون التحقق والتبيّن يأمر فورا بجمع أغراضه وينقله إلى حي أخر كإجراء عقابي . أو ما يسمى في لغة السجن ( التزراف ) مع أن المادة 55 من قانون 23/98 الخاصة بتحديد أنواع التدابير التأديبية ، تبدأ من الإنذار إلى الزنزانة العقابية ( الكاشو ) و لا تتضمن هذا الإجراء والذي إنما هو اجتهاد وتعسف من المدير والأدهى من هذا أنه يستعمله بدون مبرر وحتى في حق المعتقلين الذين يسهرون على نظافة المؤسسة وطهي الطعام ، كما يستعمل هذا الإجراء في حق كل من يرفض الإدلاء بشهادة ضد سجين أخر . ومن أجل إغناء رصيده من التسلط وإشباع نزواته في الاستبداد فقد تفطن ذهنه إلى أسلوب أخر ألا وهو " الدوريات الليلية " حيث يعمد إلى جمع كل الموظفين ورؤساء الأحياء ويستدعيهم في وقت متأخر من الليل ، لا لشيء سوى زرع الرعب والهلع وسط السجناء ويكون ضحية هذه الدوريات سجناء لأسباب تافهة أو جرّاء شكايات كيدية . وهنا نذكر الواقعة التي أدت إلى محاولة انتحار المعتقل " بوشتوا عبد الله " تحت رقم10109 إذ انه وكغيره من السجناء كانوا نياما ليلة السبت الأحد 25/01/2014 فتفاجئوا بمجموعة من الموظفين يقتحمون الغرفة ويشرعون في نزع الستارات بقوة وذالك بحضور رئيس المعقل والمدير ، سبب ذلك للسجين المذكور حالة من الهلع والهستيريا وعمد إلى محاولة الانتحار لولا تدخل السجناء الآخرين لإنقاذه ومنعه ، مع العلم أن السجين المذكور يحمل ملفا طبيا يصف حالته النفسية الخاصة . كل هذا يخلق جوا من الرعب وعدم الاستقرار بالمؤسسة وتستغله جهات أخرى لصالحها وسجناء أفنوا عمرهم في خدمة المؤسسة يجدون أنفسهم بين عشية وضحاها يعاقبون بجرم لم يقترفوه ، و في الآن ذاته هناك سجناء يتوفرون على ممنوعات ويحظون بمعاملة خاصة ولا يتعرضون لأي إجراء تأديبي . بل وصل تماديه في التسلط أنه يضرب السجناء ويصفعهم كما وقع مع السجين حفيظ ، هذا الأخير قام بمتابعته قضائيا لكن المدير تملّص وأفلت من العقاب بالاستعانة بشهود الزور من الموظفين والنزلاء تحت الإكراه بل وحاول أن يقلب الملف ضد السجين المذكور . ومثل هؤلاء السجناء الذين يدافعون عن حقوقهم ولا يقبلون الظلم والتعسف فإن المدير يحتفظ لهم بإجراء آخر من ترسانته الخاصة وهي الترحيل التأديبي حيث يختلق تقارير عنهم ويقوم بعرضهم أمام اللجنة التأديبية التي يترأسها لأتفه الأسباب تمهيدا لعرض هذه التقارير على الإدارة المركزية كي تسمح بترحيلهم .