في ظل الاستقطاب المستمر والسباق المحتدم بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية لإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط الأوسط بعد ما يسمى بالربيع العربي، كل المؤشرات تدل على أن مصر ستتحول إلى أرض معركة جديدة للحرب الباردة بين واشنطن وموسكو، بعد أن ولى الجنرال عبد الفتاح السيسي وجهه قبل روسيا لإضفاء الشرعية على الانقلاب العسكري الذي قاده ضد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. فقد ذكرت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، ان لا الولاياتالمتحدة ولا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يقرران من سيحكم مصر، مؤكدة على استمرار العلاقات الأمريكية المصرية التاريخية التي لن تتأثر بزيارة وزيري الدفاع والخارجية المصريين إلى روسيا. وسئلت هارف، عن الموقف الأمريكي من تأييد بوتين ترشح وزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة، فأجابت “نحن لا ندعم أي مرشح، وأعتقد انه بكل صراحة لا الولاياتالمتحدة ولا السيد بوتين يقرران من يجب أن يحكم مصر”. وشددت هارف على ان القرار في هذه المسألة يعود إلى الشعب المصري، مضيفة “لقد حثينا الحكومة على الاستمرار في دفع عملية انتقالية شاملة تضم كل المجموعات والأطراف، ومن جديد لا يعود لنا أن ندعم مرشحاً ولا يعود لأي شخص آخر من خارج مصر أن يفعل ذلك أيضاً”. وكان بوتين قال خلال استقباله وزيري الدفاع والخارجية المصريين، ان “قرار” السيسي، الترشح للرئاسة ” قرار مسؤول”، متمنياً له التوفيق. وقالت هارف ان بين أمريكا ومصر علاقة طويلة تقوم على المصالح المشتركة، تمتاماً كما هي حال روسيا وعدة دول أخرى. وأضافت “لذلك قلنا منذ البداية اننا بالتأكيد لن ولا يمكننا أن نفرض نتائج في مصر، ويعود للشعب المصري أن يقرر شكل مستقبله”. وتابعت “موقفنا لم يتغير، ولدينا علاقات مع دول في كل أنحاء العالم، بما في ذلك مصر، وهي تقوم على المصالح المشتركة وليس على ما تريده أمريكا أو لا تريده”. وأردفت هارف ان العلاقة الأمريكية المصرية طويلة وقوية وتاريخية، “وهذا لم يتغير ولا نعتقد ان زيارة (وزيري الدفاع والخارجية المصريين) إلى روسيا ستؤثر على مصالحنا المشتركة مع مصر لذا سننتظر ونرى ما سيحصل”. وختمت بالقول “نظراً للطاقات الفريدة التي يمكن أن نجلبها لهذه العلاقة.. اعتقد اننا نشعر اننا في موقع سيسمح لنا باستمرار العمل معاً حول مسائل، وإذا أرادوا العمل مع دول أخرى فهم أحرار في ذلك”.