صعد رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله ابن كيرا من لهجته تجاه خصومه السياسيين، حيث وصف اليوم الأحد زعيم حزب الاستقلال المعارض ب"رمز الفساد" في المغرب وهو الفساد الذي جندت الحكومة كل إمكانياتها لمحاربته. ودعا ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مستشاري العدالة والتنمية إلى العمل بكل جد وإخلاص كمستشارين من أجل هذا البلد، محذرا من الانجرار وراء التصريحات الصحفية التي يدلي بها رموز الفساد بالبلاد الذين يعرفهم المغاربة جيدا. وطالب ابن كيران، الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني لجمعية مستشاري العدالة والتنمية اليوم (السبت 1 فبراير 2014) بالرباط، (طالب) مستشاري حزبه بالابتعاد عن دائرة الشبهات والعمل بكل إخلاص، لأن الذين يتربصون بحزب العدالة والتنمية كثر، ولا يريدون لتجربته التدبيرية أن تنجح، ولذلك يبحثون عن مستشاري حزب المصباح أينما كانوا، ويتصيدون الفرص في قضايا فساد، ليقولوا إن حزب العدالة والتنمية مثله مثل باقي الأحزاب. وقال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية مخاطبا مستشاري حزبه: احذروا فإنكم مراقبون مراقبة شديدة ودقيقة لتقويض أطروحتكم وتقويض الثقة والمصداقية التي تتمتعون بها لدى الشعب المغربي. واستغرب ابن كيران للذين يتحينون الفرص ويتربصون بمناضلي وقيادات العدالة والتنمية لدرجة أنهم اعتبروا أن تدخل وزير معين من أجل شخص لإتمام السنة في التدريب لدى مؤسسة بنكية فسادا، بعدما لم يجدوا أي ملف فساد لدى الوزراء وقيادات الحزب. واستدرك: نحن متفقون على ما قالوا، لكن على أساس أن من ضبط في قضية مماثلة أو زاد عليها قليلا يجب أن يدفع الثمن للشعب المغربي. وقال لمستشاري المصباح: إن الناس متعطشون لكم، ولذلك لا تخافوا على مصداقيتكم ما دمتم مخلصين لوطنكم ولمبادئكم، وتبذلون كل ما تستطيعون من أجل تحقيق الإصلاحات للشعب المغربي. منوها بتجربة بعض رؤساء الجماعات الذين ينتمون لحزب العدالة والتنمية في عدد من الجماعات، مشيرا إلى التقدم الذي عرفه القصر الكبير، وتمارة لما كان يسيرها حزب العدالة والتنمية قبل أن تحدث انتكاسة بها بقيادة حزب آخر. وأشار إلى أن البعض لا يخاف من ابن كيران بل يخافون بسببه، موضحا: إنهم يخشون من القرارات الجريئة التي يتخذها من أجل إنجاز الإصلاح، بعدما لم يتجرأ السابقون على القيام بمثل هذه الإصلاحات التي تم فتحها لحدود الآن. وأضاف: كان بإمكاننا أن لا نفتح أي ورش إصلاحي لو كنا نريد أن نحافظ على كراسينا الحكومية، وكان بالإمكان سلوك نفس المسلك الذي سلكه الذين سبقوا، حيث ظلوا يرددون إصلاح التقاعد والمقاصة والضرائب طيلة ولايتهم الحكومة، دون أن يستطيعوا فعل أي شيء.. وانتهت الولاية الحكومية بحصيلة هزيلة، مشيرا إلى أن هذه الحكومة التي يترأسها جاءت من أجل الإصلاح ولا شيء غيره، ولا يهمه إن بقي جالسا على كرسي الحكومة أم لا، بل ما يهم هو أن تنجز الإصلاح بالإمكانيات المتاحة، "وإلا لماذا تحملنا المسؤولية في قيادة الحكومة أصلا؟". وأشار إلى أن الشعب المغربي لا يسألك بعد تحملك للمسؤولية هل قمت بما يطالبك بان تقوم به بل يسألك هل قمت بما كان بإمكانك القيام به أم لا. وأبرز بأن الحكومة ستواصل إصلاح التقاعد "ولن نتراجع عن إصلاح المقاصة"، مشيرا إلى أن التقاعد تأخر، بحيث كان يجب أن يتم الإصلاح في 2013 ويبدأ العمل به بداية من السنة الحالية 2014. وأوضح أن تأخر إنجاز هذا الإصلاح لم يكن بسبب رئيس الحكومة، بل كان بسبب ظروف سياسية الكل يعرفها. وأضاف: إذا كان بعض الأحزاب غير متفقة معي في طريقة إصلاح "التقاعد" يجب أن تقول لي ما الذي تقترحه وكيف سنفعل بدلا من الاكتفاء بالانتقاد، لأن مخصصات التقاعد ستنفذ مع سنة 2021. وقال: كان بالإمكان أن لا ننجز إصلاح التقاعد، وأن أكتفي بالاحتياطي إلى حين استكمال هذه الولاية وبعدها تفعل الحكومة التي ستأتي من بعدنا ما تشاء. لكني لن أقدم على هذه الخطوة بل سأنجز الإصلاح. وطالب المعارضة بتغيير مقاربتها إذا كانت بالفعل تريد المصلحة للبلاد، بدلا من فبركة المسيرات والقيام بأساليب دنيئة. وأشار إلى أن المغرب أول دولة في العالم تُخرج أحزابُها حيوانات محترمة في مسيراتها للاحتجاج على الحكومة، وكان من قبل فبرك أحد الأحزاب تجمعا ل 6000 امرأة لم يتوفر لأي حزب مغربي هذا العدد عبر مر التاريخ ، متسائلا عن مصير هذا الحزب، في إشارة إلى أن لا شيء يدوم غير المعقول. قبل أن يشير إلى أن الأحزاب أعمدة أساسية بالنسبة للدولة، ولذلك يجب أن تكون قوية وتعمل بالمعقول. وأبرز أنه لا يمكن أن يسمع الناس ويفتحوا قلوبهم لرموز الفساد المعروفين وطنيا وهم يرتبكون حتى في الكلام ويتناقضون في خطابهم. مشيرا إلى أن هؤلاء لا يصلحون أن يكونوا قادة. بعدما فشلوا بمحاولات كثيرة في إسقاط الحكومة.