تعرف القارة الإفريقية ثورة رقمية حقيقية رغم توفرها على أضعف نسبة انتشار للأنترنت عبر العالم لكن هذا النسبة تنمو بطريقة مذهلة. و تسجل القارة نسبة اسثنائية في مجال التواصل عبر الهاتف النقال (تفوق ال 100% أحيانا) مع تطور ملحوظ في كافة خدمات النت عبر الهاتف النقال. أول مقياس رقمي مخصص للشركات الإفريقية "هبسكوتش سيستم إفريقيا" (Hopscotch Système Africa)، و هي وكالة للتشاور في مجال التواصل و متخصصة في القارة الإفريقية ، اهتمت بالأنشطة الرقمية للمقاولات و العلامات التجارية الإفريقية في سياق رقمي تطبعه سرعة التطور و دينامية عالية. فأبرمت "هبسكوتش سيستم إفريقيا" عقد شراكة مع هبسكتش ديجيتال (Hopscotch Digital ) وهي مؤسسة تابعة لنفس مجموعة بابليك سيستم هبسكتش (Public Système Hospscotch) حيث أعلنتا عن انطلاق أول مقياس رقمي خاص بتحليل التواجد الرقمي ل 50 أهم مقاولة إفريقية في الفضاء الفرنكوفوني. و يعتمد هذا المقياس الرقمي على منهحية متقاطعة (كمية و كيفية) حيث يحلل حضور المقاولات على النت من خلال محرك البحث Google بالإضافة إلى تحليل الحضور نفسه على شبكات التواصل الإجتماعي. و التحاليل الرقمية التي أنجوت خلال شهر أكتوبر 2013 تهم 50 علامة تجارية إفريقية خاصة أو شبه خاصة تعمل في قطاعات استهلاكية مختلفة في إفرقيا الفرنكوفونية. ولم تعنى الدراسة بالشركات الدولية العاملة في إفريقيا أو الشركات المنتجة للمحروقات حيث تم التركيز على المقاولات الإفريقية الحاضرة على النت. و ال50 مقاولة المعنية بالبحث موزعة على 8 قطاعات و هي: المال، المواصلات، الطيران، التوزيع، المواد الغذائية، الصناعة، السكن و البناء. كما تغطي هذه المقاولات 10 دول إفريقية فرنكوفونية تم اختيارها وفق معايير مرتبطة بمستوى الإتصال عبر النت و دينامية القطاع الخاص. حضور خافت على النت لا يجذب الرواد الدرس الأول المستفاد من المقياس هو ضعف نسبة حضور المقاولات و الذي يقاس بعدد الروابط المفهرسة عند محرك البحث Google بخصوص اسم المقاولة. و يستفاد كذلك أن ال 50 مقاولة الإفريقية المعنية بالدراسة تتوفر على مؤشرات متباينة حيث أن 16% فقط من المقاولات تتوفرعلى مواد مفهرسة لدى Google بأكثر من مليون رابط مفهرس. كما أن متوسط الطلبات الشهرية عبر Google يضل ضعيفا على اعتبار أنه المحدد لنسبة طلب المعلومات الخاصة بالمقاولات. ف 34% من المقاولات شبه غائبة من اهتمام الرواد بأقل من ألف طلب مسجل شهريا. أما المقاولات الإفريقية التي تحضى باهتمام مرتفع نسبيا تعمل في قطاعي الطيران وخدمات الهاتف النقال، غير أن درجة الإهتمام تضل دون مستوى المقاولات المشابهة في مناطق أخرى من العالم. حضور رقمي متحكم فيه نسبيا فالشركات هي التي تولد جانبا مهما من المواد المتصلة بمواقعها الإلكترونية على الصفحة الأولى من محرك البحث Google حيث أن 40% من المقاولات تحيل على 3 راوبط مؤسساتية مفهرسة على الصفحة الأولى للبحث. غير أن هذه نتائج الحضور الرقمي المتحكم فيه يفسر بضعف منافسة تلك المقاولات الإفريقية على أسماء النطاقات (noms de domaines ) . تأثير حقيقي للإعلام الرقمي على سمعة المقاولات تمثل الروابط ذات المصدر الصحفي قرابة الثلث من نسبة عرض المقاولات الإفريقية على الصفحة الأولى من محرك البحث Google . وغالبا ما تكون المواضيع المعالجة إيجابية و تتطرق للأداء الإجتماعي للمقاولات، أو لاتساع أنشطتهم على المستوى الدولي أو للإشادة بحسن وضعيتهم المالية. ويتقدم الإعلام المحلي نظيره الإفريقي كمروج أساسي لحضور المقاولات الإفريقية على النت. أما الإعلام الدولي فيركز اهتمامه على قطاعي المال و الطيران في حين تضل القطاعات الأخرى غير معروفة دوليا أو معروفة بنسبة ضعيفة جدا. ضعف تثبيت الويب 2.0 داخل المقاولات الإفريقية وخلصت الدراسة أن مستخدمو النت لا يهتمون بالمواضيع المتعلقة بالمقاولات الإفريقية حيث لا تحضى هذه الأخيرة سوى باهتمام ضعيف في الحوارات عبر المدونات و المنتديات و التي لا يتجاوز مستوى رواجها 5% من نسبة المشاهدة الإجمالية على النت. و بالتالي فإن نسبة مشاهدة المقاولات على النت رهين بالمقاولات نفسها. أما استعمال المقاولات الإفريقية لمواقع التواصل الإجتماعي ، فلا زال محتاجا إلى تحسين لأن أكثر من ثلث المقاولات غير حاضرة على هذه المواقع. وإذا فتح أكثر من نصف المقاولات حسابات على فيسبوك و تويتر، فالبعض منها (24% ) يكتفي بحساب الفيسبوك التلقائي الذي يحدثه موقع ويبيكيديا، في حين أن مقاولات أخرى تتوفر على حسابات متعددة غير منسجمة مما يشوش على صورتها. مواقع التواصل الإحتماعي مساحة للتعبير جد مهملة و يبقى تواصل المقاولات الإفريقية على مواقع التواصل الإجتماعي ضعيف للغاية حيث أن الثلث فقط منها يزود حسابه الرسمي مرة في اليوم على الأقل في حين أن ربع المقاولات التي تمتلك حسابا على تويتر لم ترسل أي تغريدة خلال سنة 2013. وتعتبر مواقع التواصل الإجتماعي مساحة مميزة للتعارف و ربط علاقات بين المقاولات و الزبائن، لكن نسبة تفاعل المقاولات المعنية بالبحث مع رواد النت تبقى ضعيفة جدا إذ أن 60% من المقاولات النشيطة على تويتر لا ترد على تغريدات متتبعيها. مواقع التواصل الإجتماعي كرافد للتأثير تضع مواقع التواصل الإجتماعي رهن إشارة المستخدمين مجموعة من الأدوات تمكنهم من التموقع كصناع للرأي. كما أن ندرة مشاركات المقاولات الإفريقية و ضعفها في تعبأة جمهورها ينتج عنه تأثير شبه منعدم, فثلت الحسابات الرسمية للمقاولات موضوع الدراسة لا تأثير لها على موقع تويتر لأن المنشورات التي ترسلها لا يعاد توزيعها من قبل مستخدمي النت.