كتبت المجلة الأمريكية (كامنتري مغازين)، في عددها الأخير، أن الفساد المستشري وتحويل المساعدات الدولية على نطاق صناعي من قبل ميليشيات (البوليساريو)، يشكلان تهديدا بالنسبة لشمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء وكذا بالنسبة للأمن القومي للولايات المتحدة عبر التحالف القائم بين الانفصاليين والمجموعات الإرهابية التابعة للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وأوضح كاتب المقال، مايكل روبين، الخبير الأمريكي في معهد (أنتربرايز)، والمحاضر في (نيفال بوستغرادييت سكولز سانتر فور سيفيل ميليتيري رولايشنز) أن "العديد من المحللين الأمنيين سلطوا الضوء على التواطؤ المتزايد بين طموحات (البوليساريو) والمجموعات الإرهابية، التي تتبنى إيديولوجية القاعدة والمنتشرة في منطقة الساحل والصحراء"، ملاحظا أن تحويل المساعدات الدولية الموجهة لمخيمات تندوف يعتبر من بين تجليات هذا التواطؤ، الذي يهدد هذه المنطقة، ويجعلها عرضة للعديد من المخاطر. وسجلت (كامنتري مغازين) أنه حان الوقت للنظر في ماهية (البوليساريو)، التي تعد "مجرد دمية في يد النظام الجزائري، ومن بقايا الحرب الباردة البائدة"، والتي أضحت قوة داعمة للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وتستفيد من تحويل المساعدات الدولية، بمساعدة الانفصاليين من أجل ملء خزائن تمويل العمليات الإرهابية. وأبدى مايكل روبين امتعاضه من رفض الجزائر و(البوليساريو) السماح للأمم المتحدة بالقيام بإحصاء سكان المخيمات، محذرا من أن "كل موقف متجاهل في مواجهة الفساد المستشري في مخيمات تندوف لن يكون إلا إهدارا للمساعدات الدولية، لكن أيضا تهديدا متزايدا للأمن القومي الأمريكي".