اعتبر المحلل السياسي والخبير في الشؤون المغاربية، الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، أن زيارة الوفد الإسباني للعيون، تعد عملا استفزازيا وتطاولا على سيادة المغرب ووحدته الترابية. ذلك لأن أصحابها لا يخفون دعمهم الواضح لمخططات الانفصاليين، لأنها تعد عملا فجائيا ولأنها منظمة من مجموعة تطلق على نفسها "الفريق البرلماني المشترك للصداقة مع الصحراء الغربية"، وكذا بالنظر إلى جدول لقاءاتها مع انفصاليي الداخل، فضلا إلى توقيتها مع أحداث أسا. وذكر الفاتحي، أن الزيارة التي يقوم به النواب الإسبان تعد عملا استفزازيا يتجاوز حدود اللياقة الدبلوماسية التي تقتضيها علاقات الإستراتيجية بين المغرب وإسبانيا وعلاقات حسن الجوار التي يجب أن تسود بين البلدين. وأضاف، المحلل السياسي، أن هذه الزيارة، والتي تأتي بدواعي حقوقية وإنسانية، غير حيادية، هدفها توفير الدعم السياسي لموقف جبهة البوليساريو يتزامن مع الإعلان عن زيارة يقوم بها كريستوفر روس إلى الصحراء خلال أكتوبر الجاري. كما أن هذه الزيارات تأتي في إطار سلسلة من الحملات الإعلامية وتحرشات إنفصاليي الداخل بعد عودتهم من تكوينات مكثفة على كيفية تأطير التظاهرات بالجامعة الصيفية بمورداس بالجزائر، وقد قاموا بأولى تسخيناتهم في أسا ومدينة كلميم. ومن جهة يتوقع، أن يزداد التحرش بالسيادة الترابية ما لم يتخذ المغرب إجراءات حاسمة، وذلك بعد انطلاق اجتماعات الأجهزة الحقوقية في الأممالمتحدة ومنها اجتماعات مجلس الأمن الدولي لحقوق الإنسان في جنيف. إلا أن واقع الحال يضيف الفاتحي، أن الدبلوماسية المغربية تخرج لحد الآن من حساباتها هذه الإستفزازات المرتقبة، كما أن الدبلوماسية المغربية لا تمتلك تصورا للتعامل مع هذه الأحداث والتحرشات، وهو ما قد يعرض الموقف المغربي تداعيات توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل حقوق الإنسان في الصحراء. واعتبر الفاتحي وقوف المغرب موقف العاجز أمام زيارة النواب الإسبان تكشف عن عجز دبلوماسيته، حيث تختار إلى حدود الآن موقف المتفرج على لقاءات واجتماعات أعضاء البرلمان الإسباني بشخصيات انفصالية وأعضاء جمعيات تابعة لجبهة البوليساريو غير مرخص لها. وخلص الفاتحي، أن بيان رئيسا مجلس النواب عبد الكريم غلاب ومجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله لم يكن حاسما بشأن هذه الزيارة، بل جاء كمن يطلب شفاعة الدبلوماسية البرلمانية الإسبانية، وإنه بيان يكشف هشاشة الدبلوماسية البرلمانية المغربية أمام نظيرتها الإسبانية، ويظهر موقف صاحب الحق العاجز عن الدفاع عن حقوقه بوقف هذا التحرش الذي يتواصل بمدينة العيون مستبيحا السيادة الوطنية.