نجح العلماء في إحدى المختبرات الطبية النمساوية أخيرا، في استنبات أدمغة بشرية مصغرة من الخلايا الجذعية، وتعد الفوائد المترتبة على مثل هذا الاكتشاف ضخمة للغاية، لاسيما أنه سيتمكن من فهم طبيعة الأمراض العصبية الحادة وكيفية معالجتها. واستعمل الباحثون في ذلك الخلايا الجذعية البشرية التي تمتاز بقدرتها على تكوين خلايا متخصصة لتحويلها إلى شيء يشبه "الأدمغة المصغرة"، وفيما جرت العادة أن تستخدم الخلايا الجذعية في إنماء عدد متنوع من الأنسجة العضوية مثل: الكبد والقصبات الهوائية، إلا أنه لم يسبق أن استعملت في المختبرات العلمية لتكوين نسيج دماغي ذي أجزاء متعددة وواضحة المعالم. ووفقا لتقرير وكالة رويترز، فقد قام جيرغن نوبلش ومادلين لانكستر من معهد التقنية الحيوية الجزيئية في النمسا، وبعض الزملاء في جامعة إدنبرة لعلم الوراثة البشري في بريطانيا، باستنبات الخلايا الجذعية بوساطة مجموعة متنوعة من المواد المغذية، والحصول على نسيج أولي يتكون من طبقة خلايا تنمو منها أجزاء الدماغ جميعها والنظام العصبي، ثم وضعوا هذا النسيج في مفاعل حيوي دوار، لنشر الأكسجين والمواد المغذية وتحفيز النمو النهائي للكتل الدماغية الصغيرة. وبعد مضي شهر واحد، نجح النسيج في تنظيم نفسه ليتحول إلى مناطق دماغية أساسية ونامية، من بينها شبكية العين وقشرة الدماغ، وبعد انقضاء شهرين، صارت الكتل الدماغية الصغيرة- التي يصل طولها إلى نحو 4 مليمترات- تحتوي على خلايا عصبية عاملة وأنواع مختلفة من الأنسجة العصبية التي يمكن تمييزها بسهولة، مما يعني أساسا أن العلماء استطاعوا صنع أدمغة بشرية بدائية ودقيقة.