في " سلسلة خالدات" نساء تركن بصمة في هذه الحياة، هؤلاء النساء مازالت قواعدهن تدرس في الجامعات الدولية، أفكارهن وكلماتهن مازالت محفورة في أدهان تلاميذتهن، تميزن في جل المجالات سواء في التدريس، الطب، الفقه، الأدب والسياسة، .. نحن في "شبكة أندلس الإخبارية سنعمد إلى ذكر تاريخهن وسيرتهن ، في أربع حلقات، وبشكل سلس ومقتضب يجعل القراء يستفدن من تجربتهن، كل واحدة من مجالها.
كانت طفلة عندما روادتها فكرة قيادة الطائرة، اكتنزت الفكرة في قلبها آمنة منها تحقيق حلمها الذي لطالما روادها منذ الصغر، منعها أبوها من ذلك ولم يعطيها النقود للدخول إلى مدرسة الطيران، إلا أنها صممت المضي في تحقيق حلمها، فلجأت إلى المدير العام للطيران في مصر آنذاك "كمال علوي" ، اقترح عليها حلا وهو العمل في المدرسة وبمرتب الوظيفة تدفع مصاريف التدريس، قبلت ذلك بلا تردد أملة منها تحقيق أمنيتها في قيادة الطائرة. المرأة التي نتحدث عنها اليوم برزت في مجال الطيران إنها لطيفة النادي، مصرية ولدت في سنة 1907، عملت كسكرتيرة بمدرسة الطيران، لتغطي مصاريف دراستها في المدرسة الذي أبى والدها عدم تسجيلها بها، كانت تحضر دروس الطيران مرتين أسبوعيا دون علم والدها، إلى أن حصلت على إجازة طيار خاص سنة 1933 وكان رقمها 34 أي لم يتخرج قبلها على مستوى مصر سوى 33 طيارا فقط جميعهم من الرجال، لتكون بذلك أول فتاة مصرية عربية افريقية تحصل على هذه الإجازة. حققت لطيفة أمنيتها في قيادة الطائرة وفي عامها السادس والعشرين تمكنت من الطيران بمفردها بعد ثلاث عشرة ساعة من الطيران المزدوج مع مستر كارول كبير معلمي الطيران بالمدرسة، فاستطاعت أن تتعلم في 67 يوماً، ولتثبت جذارتها لوالدها اصطحبته معها في الطائرة وطارت به فوق القاهرة وحول الهرم عدة مرات، ولما رأى جرأتها وشجاعتها قام بتشجيعها واحتضانها. وكانت لطيفة قد شاركت في الجزء الثاني من سباق الطيران الدولي الذي عقد في ديسمبر عام 1933 وهو سباق سرعة بين القاهرةوالإسكندرية، قادت طائرة من طراز "جيت موث" الخفيفة بمحرك واحد ومتوسط سرعتها 100 ميل في الساعة، وكانت أول من وصل إلى خط النهاية بالرغم من وجود طائرات أكثر منها سرعة، لكن اللجنة حجبت عنها الجائزة لوقوعها في خطأ فني في الإسكندرية عندما نسيت الدوران حول النقطة المحددة وأوصت اللجنة بمنحها جائزة شرفية، وأرسلت لها هدى شعراوي برقية تهنئة تقول فيها: "شرّفت وطنكِ، ورفعت رأسنا، وتوجت نهضتنا بتاج الفخر، بارك الله فيكِ".