قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أكثر من 1450 مسجدا تعرضت لتدمير كلي أو جزئي في مختلف أنحاء سوريا بسبب القصف والاشتباكات، وقد طال التدمير عددا من أهم معالم التراث الإسلامي، غير أن التحديات والمخاطر لم تثن المصلين عن الصلاة في هذه المساجد حتى وإن كانوا فرادى. وقد دانت تقارير دولية ما تعرضت له بيوت العبادة والمنشآت الدينية من استهداف وتدمير في سوريا بسبب العمليات العسكرية المستمرة. واشتهرت سوريا بمساجدها ومآذنها على مستوى العالمين العربي والإسلامي، إلا أنها تشتهر اليوم بأعداد المساجد التي دمرها نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وتعرض مسجد خالد بن الوليد في حمص مرقد الصحابي سيف الله المسلول منذ أكثر من 1300 عام، للقصف حيث بات يستقبل صواريخ النظام بدلا من المصلين. وطالت صواريخ النظام السوري مسجد بني أمية في حلب، الذي هدم منبره ومئذنته التي بناها نور الدين زنكي، لتدمر بذلك معالم حضارة تعود لمئات السنين. كما أن المسجد العمري الذي بناه الصحابي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أصبح هو ومن حوله من الأبنية المدمرة سواء، في حين لم يبق من مسجد بلال إلا قبته التي بقيت شاهدة على سابق وجوده. في الأثناء لم يسلم خطباء وأئمة ومؤذنو المساجد من سياسة القتل التي انتهجتها قوات النظام تجاه المئات منها، وكان أبرزها ذبح ستة منهم بالسكاكين بجديدة الفضل بريف دمشق إضافة إلى تهجير أعداد كبيرة منهم إلى خارج سوريا، وفق الشبكة العربية لحقوق الإنسان. وفي تفسيره لاستهداف المساجد قال عضو رابطة العلماء السوريين مجد مكي لقناة الجزيرة إن المساجد كانت ولا تزال منطلق الثورات ومنطلق الجهاد، وهي أيضا منطلق التحرير، نافيا صحة تقارير عن وجود مسلحين يحتمون فيها. ولفت مكي إلى أن النظام السوري يستهدف كل حضارة الإسلام وكل التراث الإسلامي والإنساني بما يقوم به من تهديم وتدمير للمساجد وغيرها من المعالم التاريخية.