أعلن الائتلاف السوري المعارض، أول أمس، تعليق زيارات مقررة إلى واشنطن وموسكو، ومشاركته في مؤتمر دولي في روما لدعم المعارضة، “احتجاجاً على الصمت الدولي" على “الجرائم المرتكبة" بحق الشعب السوري، غداة قصف بصواريخ بعيدة المدى طال مدينة حلب. وقال الائتلاف في بيان له إنه “يعتبر أن الصمت الدولي تجاه الجرائم المرتكبة كل يوم بحق شعبنا هو مشارك في ذبحه المستمر منذ عامين" . وأضاف أنه “احتجاجاً على هذا الموقف الدولي المخزي فقد قررت قيادة الائتلاف تعليق مشاركتها في مؤتمر روما لأصدقاء سوريا، وعدم تلبية الدعوة لزيارة روسيا والولايات المتحدة". وحمل “القيادة الروسية مسؤولية خاصة أخلاقية وسياسية كونها لا تزال تدعم النظام بالسلاح"، مطالباً “شعوب العالم كافة باعتبار الأسبوع الممتد من 15 إلى 22 مارس، وهو الذكرى الثانية لانطلاق الثورة السورية أسبوع حداد واحتجاج في كل أنحاء العالم". وكانت دعوات الزيارة قدمت لمعاذ الخطيب زعيم ائتلاف المعارضة بعد اجتماعه مع وزيري الخارجية الروسي والأمريكي في ميونيخ هذا الشهر، بعد فترةٍ وجيزةٍ من عرض الخطيب التفاوض على رحيل الأسد مع أعضاء الحكومة السورية الذين لم يشاركوا في حملة قمع الانتفاضة السورية التي بدأت قبل 23 شهرًا. وأكد الائتلاف أن “مئات المدنيين العزل يستشهدون بسبب القصف بصواريخ سكود، ويجري تدمير مدينة التاريخ والحضارة حلب بشكل ممنهج، إضافة إلى ملايين المهجرين، ومئات ألوف المعتقلين والجرحى والأيتام". وفي تصريح لقناة “فرانس 24" الناطقة بالعربية قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني إن “زيارتنا إلى واشنطن معلقة فقط، ننتظر من واشنطن مواقف تطابق ما تقوله عن دعمها للديمقراطية". وأضاف أن “الولايات المتحدة قوة قيادية في العالم كما هي فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، هؤلاء لم يستطيعوا أن يوقفوا جزاراً عن مجازره بحق شعبنا"، وتابع “لقد دققنا ناقوس الخطر، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يواصل الصمت"، مندداً ب"وعود لا تتحقق وكلام لا يحمي سوريا ولا يطعم جائعاً، الاجتماعات لم تؤد إلى ما نريد ولا تساعد شعبنا، ليست هناك أي فائدة من ذلك". إلى ذلك، أعرب المعارض الإسلامي رئيس المكتب السياسي لحزب التيار الوطني السوري عماد الدين رشيد عن رغبة الحزب في إقامة دولة مدنية، وشدد على أن التشدد من أي جهة “مرفوض". وقال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن “حزبنا يريد دولة مدنية، لأننا نمثل الإسلام الوسطي ونتخوف من التشدد أيا كان مصدره"، مؤكداً أن “التشدد من أي جهة جاء هو مرفوض من قبلنا". وأشار إلى أن نظام بشار الأسد وأبيه قدم ذاته كنظام علماني تبين لاحقاً أنه متطرف، واليوم يقتل الآلاف من السوريين ويدمر المدن والاقتصاد، ونتخوف كذلك من التطرف الإسلامي أو أي تطرف آخر حتى لو جاء من الأقليات، “نحن نرى الحل في سوريا في الوسطية" . وقال “نحن لسنا قريبين من حزب الإخوان المسلمين، نحن نمثل تياراً اجتماعياً سياسياً، بدأنا عام 2003 ولم نستطع الاستمرار، بسبب النظام الأمني في سوريا الذي اعتقل كوادرنا وفرقنا، ثم اعتقلنا عام ،2008 وعملنا في السر قبل انطلاقة الثورة في 15 مارس 2011 ثم خرجنا لأن الأجهزة الأمنية لاحقتنا وهددتنا بالتصفية". وحول علاقات حزبه مع أمريكا وفرنسا، قال رشيد “لدينا حوار جيد مع الأمريكيين والفرنسيين، ولدينا علاقات طيبة مع تركيا والأردن والسعودية، لكن لا أحد يمولنا منهم، نعتمد على أعضاء الحزب ورجال الأعمال الداعمين لتوجهاتنا". وفيما إذا كان لديهم كتائب مقاتلة على الأرض، قال “لدينا أشخاص انخرطوا في أعمال عسكرية، كرد فعل على قهر وإجرام نظام الأسد نحن لدينا جمهورنا الوسطي، سنوياً يدخل إلى كلية الشريعة بين 2500 إلى 3000 طالب وطالبة من كل سوريا، هم متعلمون، وأغلبهم وسطيون.