يبدو العنوان غريبا ..لكنه يصور قصة حقيقية ، مازالت اطوارها متواصلة ولا نعرف طبيعة نهايتها حتى الان..وقبل ان احدد مسرحها وشخوصها اتوقف قليلا عند مفهوم "العهر"..فهو يدل في اللغة على فعل الزنى واتيان الفجور..والعاهرة هي من تبيع جسدها للحصول على متعة عابرة اوالمال باسرع طريق خارج الاطار الشرعي..والرجل العاهر هو من ياتي فعلا فاجرا مماثلا ..واتسع المفوم لينطبق ،في عصرنا هذا، على كل شخص - رجلا او امراة- يتبع اساليب منحطة للوصول إلى غايته (كسب المال والمنصب)..وهنا يكون العهر ذا صبغة سلوكية واجتماعية او سياسية وفكرية.. في اطار المفهوم الاخير تندرج قصتنا .. ومسرحها مصر وتركيا.. في هذين القطرين اجريت انتخابات حرة ونزيهة ..وافرزت حكومات منتخبة من الشعب ..لكن اطرافا تسمي نفسها "معارضة" ارتمت في مستنقع "العهر السياسي" و"العهر الفكري" بل و حتى "العهر الجسدي".. في مصر،وبرسم الربيع العربي ، انبرت مجموعة من الساقطين في الانتخابات الرئاسية لمضاجعة بعضهم بعضا سياسيا ، فانجبوا مولودا سفاحا باركه الشيطان، سموه "جبهة الانقاد" ..وهو مولود مسخ ، إذ امتزج فيه ماء قبائل عدة : قبيلة القومجيين الانتهازيين ،وقبيلة اليساريين الوصوليين ،وقبيلة فلول النظام المخلوع،وخليط من المسيحيين المتطرفين والليبراليين العلمانيين ..ولا ادري كيف امتزج هذا الخليط السحري رغم ما يبدو بين بعض مكوناته من تناقضات..اللهم ان كان العداء للديمقراطية وارادة الشعب هو ما يجمعهم.. فلا هم قوميون يملكون عزة القومية وشهامتها، ولاهم يساريون كادحون من اجل الانسان المهمش ، ولا هم ليبراليون يحترمون نتائج صناديق الاقتراع.. لكنهم بالتاكيد محترفو "العهر السياسي" ، شعارهم : "اما انا الرئيس او الفوضى" .. والعهر السياسي هو تلك الممارسات البذيئة والخسيسة والمنحطة التي يستخدمها البعض لاسقاط البعض الآخر..وإشغال النظام المنتخب وعرقلته واستهلاك طاقة الدولة والمجتمع .. ولا يهم ان تسقط المؤسسات.. وكما اصبح لعاهرات الجسد قنوات خاصة للاعلان عن رغباتهن وهواتفهن ، اصبح لعهار السياسة قنوات تبث اراجيفهم وصراخهم ..ووظفت رؤوس اموال خيالية لاطلاق قنوات جديدة بعد ثورة 25 يناير من اجل هذا الغرض ..وصرفت رواتب سخية لا تخطر على بال لابواقهم من محترفي صحافة النخاسة والاثارة المبتذلة (قنوات سي بي سي ،البلد،التحرير،الحياة،أو تي في، النهار، صحيفة الوطن وغيرها).. مجموعة الساقطين في الانتخابات الرئاسية ، يخشون من تكرار التجربة الناجحة لحكم حزب العدالة والتنمية التركي في مصر..واذا حدث ذلك فانهم لن يحلموا بالكرسي ،على الاقل، في الامد المنظور..لذلك فانهم يلجأون الى كل طريق لاسقاط التجربة الوليدة في بلدهم حتى لو ضاجعوا بل تحالفوا مع الشيطان كما قال لي احدهم .. اما في تركيا ، فالعهر السياسي والاخلاقي لعصابة من المحتجين بلغت مداها.. وإذا كان العرب يظنون ان المظاهرات التي تشهدها تركيا حاليا بسبب شجرة أو حديقة فهم مخطئون ..الحقيقة ان الحزب الشيوعي استغل قرار بلدية ” بيوغلوا ” بتطوير منطقة تقسيم لإطلاق مظاهراته وهو يتحرك بتعليمات من المخابرات الروسية ويضم بين عناصره خليطا من العلويين(شيعة نصيريين) والنازيين الجدد والمثليين الأتراك الذين يدافعون عن الشواذ وحقهم في الزواج المثلي وهم معروفون بعدائهم للإسلام والمسلمين..فهذا الحزب لا يهمه الأشجار..فهو يتظاهر لإغلاق الحدود أمام اللاجئين السوريين و لطردهم وهو من اكبر داعمي الاسد بدليل ان شعارات المتظاهرين لم تتغير منذ عامين وهي “دعوا الاسد يذبح شعبه و أغلقوا الحدود"..كما اعلن احد الصحفيين انه راى اعلام "حزب الله" اللبناني واعلاما غريبة ترفع بين المحتجين المخربين.. صحيفة “يني شفق” التركية قالت إن مقدم الأخبار في قناة "أولو صال" اليسارية (المؤيدة لنظام بشار الأسد الدموي) وعضو حزب العمال قال بالحرف الواحد مخاطبا زميله عقب انتهاء نشرة الأخبار، وبعد أن نسي إغلاق الميكرفون الخارجي: “لو كان هناك قتلى في المظاهرات لكان الأمر أفضل بكثير!”، حتى يتم استثمار ذلك إعلاميا ضد رئيس الوزراء ذو الخلفية الإسلامية رجب طيب أردوغان...هكذا كشفهم الله.. تركيا،أرقام الاقتصاد فيها تتحدث عن نفسها منذ تولي أردوغان للسلطة حسب ما جاء في تقرير لقناة سي أن أن ، حيث تعتبر تركيا مقصدا للاستثمارات المباشرة، والتي تجاوزت قيمتها 100 مليار دولار منذ العام 2003. كما برزت تركيا خلال العقد الماضي، وبالتحديد منذ تولي أردوغان للسلطة بحجم الصادرات الهائل والمتنامي بصورة كبيرة على مر الأعوام، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى وصول قيمة الصادرات التركية إلى 152 مليار دولار خلال العام الماضي، أي عشرة أضعاف قيمة الصادرات التركية قبل تولي أردوغان السلطة. فأي معارضة هذه وهي تغتصب وطنا بأكمله واقتصادا برمته؟؟؟!